للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧ - خليل بن فرج (١) بن سعيد الإسرائيلي المقدسي ثم الشافعي القلعي، أسلم ببيت المقدس وله تسع عشرة سنة وعنى بالعلم ولازم الشيخ وليّ الدين المنفلوطي وانتفع به، وقرأ القرآن ولُقب محبّ الدين، وكان مولده في آخر سنة ٧١٤ (٢). وتفقه على مذهب الشافعي فمهر وصار من أكثر الناس مواظبةً على الطاعة من قيام الليل وإدامة (٣) التلاوة والمطالعة، وولى مشيخة القضاعين ثم تركها لولده وجاور في آخر عمره بمكة فقدم دمشق متمرّضا فمات في حادى عشر صفر.

٨ - سليمان بن يوسف بن مفلح بن أبي الوفاء، الشيخ صدر الدين الياسوفى الدمشقى، سمع الكثير وعنى بالحديث واشتغل بالفنون وحدّث وأفاد وخرّج مع الخط. الحسن والدين المتين والفهم القوى والمشاركة الكثيرة.

أُوذي في فتنة الفقهاء القائمين على الملك الظاهر فسجن ومات في السجن بعد أيامٍ بالقلعة مع أنه صنَّف في "منع الخروج على الأُمراء" تصنيفا حسنا وقفتُ عليه بدمشق.

وهو القائل:

ليس الطريقُ سوى طريقِ محمدٍ … فهي الصراط المستقيم لمن سلك (٤)

مَن يمشِ في طرقاته فقد اهتدى … سبل الرشاد، ومن يزغْ عنها هلك

وكان (٥) مولده تقريبا سنة تسع وثلاثين وحفظ محفوظات، وكان مشهورًا بالذكاء سريع الحفظ، ودأب في الاشتغال ولازم العماد الحسبانى وغيره وفضل في مدة يسيرة، وتنزّل بالمدارس ثم تركها.

وقرأ في الأصول على الإخميمي، وترافق هو وبدر الدين بن خطيب المدينة فتركا الوظائف جملة وتزهدا وصارا يأْمران بالمعروف وينهيان عن المنكر، وأوذيا بسبب ذلك مرارًا، ثم حُبِّب إلى الصدر (٦) الحديث فصحب ابنَ رافع وجدّ في الطلب، وأخذ عن أصحاب ابن


(١) "الفرج" في الدرر الكامنة ٢/ ١٦٦٥.
(٢) في ابن قاضي شهبة ٢٩ ا، ز "سنة ٧١٢".
(٣) في ل "أدائه".
(٤) في ز، ل "ملك".
(٥) في ظ "ولد تقريبا".
(٦) المقصود بذلك صاحب الترجمة سليمان بن يوسف.