للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أهل العلم فإنه كان لا يرفع بهم (١) رأسا إلا ابن عبد السلام وابن دقيق العيد". وكان كثير الصخب في بحثه.

ووقع بينه وبين شهاب الدين بن أبي الرضى - قاضي حلب الشافعي - منافرة. فكان كل منهما يقع في حق الآخر، وأكثر الحلبيين مع ابن الرضا لكثرة وقوع الحفيد في الأعراض، وسافر في تجارةٍ من حلب إلى بغداد ثم حج وعاد إلى القاهرة، ومات عن ثلاث وستين (٢) سنة معزولًا عن القضاء، ولم يكن محمودًا.

١٠ - عبد الواحد (٣) بن عمر بن عياد المالكي، تاج الدين بن الجزار (٤)، برع في الفقه وشارك في غيره.

١١ - على بن الحسين (٥) بن علي بن أبي بكر عز الدين الموصلي نزيل دمشق، كان معتنيا بالآداب، قدم دمشق قديما وراسل الصلاح الصفدى ونظم على طريقة ابن نباتة وعنى بالفنون، وكان ماهرًا في النظم قاصرا في النثر، نظم "البديعية" واخترع التورية في كل بيت باسم ذلك النوع، وشرح هذه "البديعية" شرحا حسنا، وكان يشهد تحت الساعات وله ديوان شعر، وشعره سائر. ورثاه علاء الدين بن أيبك بقوله:

وقالوا علاءُ الدين وافى لقبره … فهل هو فيه طيب أو معذَّبُ؟

فقلت لهم: قد كان منه نباته … وكل مكان ينبت العزَّ طيبُ

١٢ - على بن عمر بن عبد الرحيم بن بدر الجزرى الأصل، الصالحي، أبو الحسن النسّاج، وُلد سنة بضع وسبعمائة (٦) وسمع الكثير من التقى سليمان من ذلك "الطبقات" لمسلم، ومن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وابن سعد وغيرهما وحدّث.

وكان يقال له "أبو الهول" وهو بها أشهر من اسمه. عاش نحوا من تسعين سنة ومات


(١) في ز "فيهم".
(٢) في ل "سبعين"، وقد ذكر ابن حجر في الدرر الكامنة ٢/ ٢٣٥٠ أنه ولد سنة بضع وعشرة، على حين أن السلوك، ورقة ١٦١ ا، جعل مولده سنة ست وعشرين وسبعمائة.
(٣) في ز "عبد الوهاب".
(٤) في ل "الحكار"، وفى ز "الحرار".
(٥) في ل "الحسن"، وأمامه في ز "عز الدين على الموصى الشاعر، نظم البديعية وشرحها".
(٦) لم يذكر ابن حجر في الدرر الكامنة ٣/ ١٩٢ تاريخ وفاته.