للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على التقى سليمان وأُسمع الكثير من بعده وطلب بنفسه فأكثر وكتب الأجزاء والطباق، وكان إليه المنتهى في معرفة العالى والنازل، وقد جمع مجاميع ورتب أحاديث "المسند" على الحروف، ونسخ "تهذيب الكمال"، وكتب عليه حواشى مفيدة وبيّض من مصنفات ابن تيمية كثيرًا وكان متعصبا (١) له محبا فيمن يحبه، وكان له حظ من قيام الليل والتعبّد، دقيق الخط. جدا مع كبره، وصنَّف في الضعفاء كتابا سمَّاه "التذكرة" عُدم في الفتنة اللنكية، وحدّث بالكثير وتخرج به الدماشقة وكان كثير الانجماع والسكون فقيل له الصامت لذلك، [وكان] كثير التقشف جدا بحيث يلبس الثوب أو العمامة فتتقطع قبل أن يبدلها أو يغسلها، وربما مشى إلى البيت بقبقاب عتيق، وإذا بَعُد عليه المكان أمسكه بيده ومشي حافيا.

وكان يمشى إلى الحلق التي تحت القلعة فيتفرج على أصحابها مع العامة، ولم يتزوج قط، وكانت إقامته بالضيائية فلما مات باع ابن أخيه كتبه بأبخس ثمن، وكان كثير الإسراف (٢) على نفسه فبذَّر الثمن في ذلك بسرعة. مات الشيخ في خامس ذي القعدة.

٢٠ - محمد (٣) بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل بن فتح الدين بن الشيخ بهاء الدين مات في صفر وكان موقعا في الإنشاء وكان لطيف الخلق.

٢١ - محمد بن عبد الله القرشي شمس الدين قاضى العسكر، كان وجيها عند الملك الظاهر مقبول الشفاعة، وكان يرتشى الكثير على قضاء الأشغال ويخدم السلطان بذلك، مات (٤) وله ست وأربعون سنة، وكان عربا عن العلم، وهو الذي قرب الشيخ علاء الدين السيرامي للظاهر وكذلك غيره من العجم.

٢٢ - محمد بن علي بن عمر بن خالد بن الخشاب المصرى، سمع "الصحيح" من وزيرة والحجار وحدّث به، وولى نيابة الحسبة، وأضرّ قبل موته. مات في شعبان (٥).

٢٣ - محمد (٦) بن علي بن محمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن أبى المكارم


(١) في ل، ز "معتليا".
(٢) في ل "الإشراف".
(٣) لم يرد تاريخ وفاته في الدرر الكامنة ٤/ ٢١٧، لكن راجع السلوك، ورقة ١٦١ ب.
(٤) في ز "مات ولم يبعد أربعون سنة".
(٥) انظر الدرر الكامنة، شرحه.
(٦) أمامها في هامش ز "محمد بن أبي المكارم صاحب ذيل تاريخ حلب".