للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان السبب في ذلك أن الناصرى لما وصل إلى سيواس راسله القاضي برهان الدين صاحبها يطلب الأمان، واقترح أن الناصري يرحل بالعساكر إلى الجانب الآخر ليخرج إليه ويسلِّمه منطاش، فخشي الناصرى من المكيدة فاحترز ورحل ونزل قريبا، فاستمر أكثر العسكر راجعًا إلى حلب.

فلما تحقق برهان الدين ذلك ركب في عسكره ومعه منطاش ومن انضوى إليه، فحملوا على الناصري فثبت لهم وحمل عليهم بمن معه فهربوا (١) وطلبوا المدينة، واستمر في حصارها إلى أن أذن له في الرجوع إلى حلب، فقتل من التتار خلق وأُسر نحو الألف، وغنموا كثيرًا من خيولهم ورجعوا إلى حلب، وقُتل إبراهيم بن شهرى نائب دُورِكي (٢) على سيواس، ثم توجّه العسكر إلى حلب ثم إلى القاهرة فدخلوها في ثالث شعبان.

وكان (٣) توجههم من حلب في ربيع الآخر وكبيرهم يونس الدويدار، وكان خروج المدد لهم مع تلكتمر في جمادى الآخرة.

* * *

وفيها أراد ألطنبغا الجوباني نائب الشام المخامرة، ففطن به بعض الأمراء فكاتب (٤) السلطان بأنه ضرب طرنطاى حاجب الحجاب واستكثر من استخدام المماليك ونحو ذلك، فأذن له بالقبض عليه فأحسّ ألطنبغا بذلك فركب جريدة إلى القاهرة مظهرًا للطاعة، متنصّلا مما نُقل عنه، فتلقاه فارس الجوكندار إلى سرياقوس فسار به إلى الإسكندرية فسجنه بها في شوال.

واستقر طرنطاى نائبَ دمشق وحُمل إليه التقليد مع سودون الطرنطائي الذي (٥) ولى نيابة الشام بعد ذلك، وأمر طرنطاى بقبض الأُمراء البطالين ببلاد الشام وبالقبض على كثير ممَّن يظن به المخامرة، فقبض على عدد كبير، وقبض على ألطنبغا المعلم أمير سلاح وقزدمر رأس


(١) في ز "فانهزموا".
(٢) في ز "دوركي" بكسر الواو الدال وسكون الراء، وقد ضبطها مراصد الاطلاع ١/ ٥٤٠ كما بالمتن، وهي من بلاد الروم ومن مضافات حلب وانظر فيما بعد م ٣٥٦، حاشية رقم ١.
(٣) ابتداء من هذه الكلمة حتى آخر الخبر وارد في ظ فقط.
(٤) بقصد بذلك الأمير الذي فطن بمخامرة ألطنبغا.
(٥) عبارة "الذي ولى نيابة الشام بعد ذلك" غير واردة في ظ، ولكن ورد بدلها "نائبًا بدمشق".