للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناصرى الأخبارَ على السلطان وواطأه مأمور نائب الكرك وحسين بن باكيش على ذلك، وفرّ إينال اليوسفي وإينال أمير آخور وغيرهما بحسين بن باكيش شاربين إلى مصر فأمسكهم وحبسهم بالكرك.

وكان إينال اليوسفى هرب هو وإينال أمير آخور وصحبتهم نحو ثمانين من المماليك، فوصلوا إلى غزة فأكرمهم نائبها ثم كبس عليهم لما رقدوا فأمسكهم جميعا، ثم راسل (١) الناصري بذلك.

ولما بلغ السلطانَ ذلك أمر الخليفة والقضاة وسودون النائب والحاجب الكبير بالركوب ومعهم موقع الحكم يقرأ ورقة فيها: "إن السلطان رفع المظالم وعرض الصلح على الباغي فامتنع، فاحترِسوا على أنفسكم واعملوا في كل حارةٍ دربًا"، ونادى في كل يومٍ بإبطال مكسٍ من المكوس المشهورة، ثم لا يصح شيءٌ من ذلك.

وأمر بتحصين القلعة، واستعدَّ للحصار وحصّل مؤونة شهرين، وأجْرى الماء إلى الصهريج الذي بناه بالقلعة.

وخرج الناصري من دمشق بعد أن قرر في نيابتها جَنْتَمِر - وهو أخو طاز - في سادس جمادى الأُولى، فلما شاع ذلك راسل السلطانُ أمراء العرب من الوجه البحرى والقبلى فتباطأُوا عنه ثم حضر بعضهم.

وشرع في حفر خندق تحت باب القلعة عند باب القرافة وسُدَّت خوخة أيدغمش وعُملت الدروب بالقاهرة فاستكثروا منها وأرسل (٢) إلى الأمير محمد بن علي أمير عرب العائذ يأْمره بتحويل الإقامات التي كان جهزها لأجل العسكر ويخبره أنه وهبها له، وكان مراده أن يلبغا الناصري يضيق عليه الأقوات والعليق، فانعكس الأمر ولم يتمكن المذكور من تحويل ذلك، ودخلت العساكر فلم يَسَعْهُ إلَّا تمكينهم من ذلك، وكان في الحواصل أربعة عشر ألف إردبِّ شعيرٍ وثمانيةِ آلاف حمل تبن ونحو مائتي حمل حطب.


(١) في ز "أرسل".
(٢) عبارة "وأرسل. . . . مائتي حمل حطب" س ٢١ غير واردة في ظ.