للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظهر حسين بن الكوراني فأُعيد إلى ولاية التماهرة، وأمسك جماعة من الأمراء فسُجنوا بالإسكندرية، ووقع النهب بالقاهرة يومين. فندب الناصريُّ له تنكز بغا فنزل عند الجملون وسط القاهرة ونزل أبو بكر الحاجب عند باب رميلة فسكن الحال قليلا، ثم نودى: "مَن نَهب من التركمان شيئًا شُنق"، وظهر بعد ذلك المباشرون والقضاة، وهنوا الناصري والخليفة.

ثم ظهر محمود الأستادار وقدّم تقادم عظيمة فأُعيد إلى وظيفته، ثم غضب عليه منطاش بعد ذلك فضربه وأهانه وصادره.

* * *

ثم اشتد الطلب على الملك الظاهر، ونودى من أحضره أُعْطِىَ ألف دينار، فشاع ذلك فخشي على نفسه، فراسل الناصريَّ فأرسل إليه الجوباني فأحضره من بيت شخصي خياطٍ مجاورٍ لبيت أبي يزيد صهر أكمل الدين، وكان أبو يزيد - حينئذ - أمير عشرة، وكان الظاهر قد أمن عليه فأخفاه، فطلع به الجوبانى نهارا إلى القلعة فحبس بقاعة الفضة.

وأراد منطاش قتله فدافع عنه الناصري وأرسله إلى الكرك، فتوجه في ثاني عشرى جمادي الآخرة صحبة ابن عيسى، فسار به على طريق عجرود إلى الكرك وصحبته ثلاثة صغار من مماليكه وهم قطلوبغا وآقباي وسودون، فتسلمه حسن الكجكني نائب الكرك، وأنزله في قاعةٍ تعرف بقاعة النحاس.

وكان بالقلعة امرأةُ مأمور نائب الكرك كان، وهى بنت يلبغا الكبير فعرفَتْه فخدمته أتمّ خدمة وأعدّت له جميع ما يحتاج إليه، وتلطف به الكجكني نائب الكرك ووعده بأنه يخلصه.

* * *

ثم خُلع على الخليفة في خامس عشر جمادى الآخرة ونزع الأمراء السلاح وأقرّوا القضاةَ وأصحابَ الوظائف على ما كانوا عليه، واستقر بزلار نائب الشام، وكمشبغا الحمويُّ نائبَ حلب وسنجق نائب طرابلس، وأحمدُ بنُ المهمندار نائب حماة، وقطلوبغا الصفوى نائبَ صفد.

واستقر كريم الدين بن مكانس مشير الدولة، وأخوه فخر الدين ناظرها، وأخوهما زين الدين صاحب ديوان الناصري.