هذا بست سنين - في نظر الجيش نقلاً من صحابة الديوان عوضاً عن جمال الدين الذي كان محتسباً، لأنه كان تقدم مع منطاش إلى دمشق فلم يستطع العود، واستقر موفق الدين أبو الفرج في الوزارة والخاص واستقر فخر الدين بن مكانس في نظر الدولة ثم أمسك وصودر ثم ضرب فأخذ وأهين، ثم أفرد الخاص لسعد الدين بن تاج الدين موسى كاتب السعدي عن قرب وأفردت الوزارة لموفق الدين ثم قبض عليه في ربيع الآخر. واستقر في الوزارة سعد الدين بن البقري زوج ابنة موفق الدين، واستقر محمود الاستادار مشيراً عليهما، واستقر قرقماس استاداراً كبيراً إلى أن مات في جمادى الأولى فأعيد محمود إلى الاستادارية، واستقر حسين بن علي الكوارني في ولاية القاهرة على عادته، ثم قبض عليه عن قرب في سادس عشرين صفر - وسلم لمشد الدواوين محمد بن آقبغا آص فعاقبه وشدد عليه العذاب - واستقر بطا دويداراً كبيراً وسودون الشيخوني في النيابة على عادته واينال اليوسفي اتابك العساكر لانقطاع أيتمش بقلعة دمشق مسجوناً وكان الظاهر لما غلب على العسكر - المنطاشي وتوجه إلى القاهرة دخل منطاش إلى دمشق فأقام بها يعزل ويولي ويصادر وكان قاضي الشافعية حينئذ شهاب الدين ابن القرشي وكان الناصري ولاه فاستمر وكان قبل دخول منطاش قام في صد برقوق عن دخول دمشق وصار يلبس آلة الحرب ويصعد الأسوار ويحفظها بالرجال والآلات ويطلق لسانه في برقوق وبرقوق يسمع، فلما رجع منطاش إلى دمشق من وقعة شقحب عزله وولى شهاب الدين الزهري وحبس القرشي وضيق على جمال الدين ناظر الجيش على بدر الدين كاتب السر وكانا رجعا من شقحب مقهورين وسجن جماعة من الأمراء ممن أسر في الوقعة منهم ايتمش، واستقر الطباطبي في نقابة الأشراف والنظر عليهم عوضاً عن الشريف شرف الدين ابن قاضي العسكر