واستقر علاء الدين على الكركي في كتابة السر عوضاً عن بدر الدين ابن فضل الله لانقطاعه أيضاً بدمشق واستقر أبو عبد الله الركراكي في قضاء المالكية عوضاً عن بهرام، لأن الظاهر شكر له ما اتفق عليه بسبب امتناعه من الكتابة في الفتوى المرتبة عليه، وكان قد سجن إلى أن خلص مع بطا واستقر نجم الدين الطنبدي في الحسبة بالقاهرة عوضاً عن سراج الدين القيسري، واستقر نور الدين علي بن عبد الوارث في الحسبة بمصر عوضاً عن همام الدين.
وفي تاسع عشرين صفر جلس السلطان ليحكم على عادته بالإصطبل يومي الأربعاء والأحد، فهرع الناس إليه واشتد خوف الرؤساء من البهدلة.
وفي صفر قبض بكلمش على كريم الدين ابن مكانس وضربه بالمقارع بسبب ما استأداه من دواوينه في أيام الناصري، فهرب فقبض على أخويه فخر الدين وزين الدين وجماعة من حواشيه، واستقر علم الدين سن إبرة في نظر الدولة، واستقر تاج الدين المليحي في نظر الأحباس عوضاً عن شمس الدين الدميري، واستقر عماد الدين الكركي أحمد بن عيسى أخو علاء الدين الذي استقر في كتابة سر الشام في قضاء الشافعية عوضاً عن بدر الدين ابن أبي البقاء، وكان عماد الدين وأخوه هذا قد بالغا في خدمة الظاهر بالكرك، فعظمهما وقدمهما، وكانت ولاية عماد الدين للقضاء في ثالث شهر رجب، والسبب فيه أنه لم يحضر من الكرك إلا بعد أن استهل رجب، فخرج إليه أخوه لتلقيه وخرج معه الأعيان، فحضر عند السلطان في ثاني رجب، فعظمه جداً ومشى له خطوات وعانقه ثم خلع عليه بولاية القضاء في صبيحة ذلك اليوم.