للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومطيع أمرك" وجلس حيث كان يجلس الناصريُّ ثم (١) أمسك الناصري في ذلك اليوم، فأرسل إلى الإسكندرية وأرسل معه جماعة من الأمراء مثل ألطنبغا المعلم ومأمور الحاجب وآقبها الجوهرى وغيرهم.

وأنفق (٢) منطاش على الذين قاتلوا معه وساعدوه نحو عشرة آلاف ألف درهم فضة جَمَعَها من الحواصل الظاهرية ومن المصادرات: منها من جهة محمود وحده ألفُ ألفِ وخمسمائة ألف، ومن جهة جركس الخليلى ألف ألف وسبعمائة ألف وُجدت مودعةً له بخان مسرور في حاصل مفرد.

وكان أصل منطاش - واسمه تمربغا - وأخوه تمرباي - عند تمراز الناصري، وكانا من أولاد الجند فخدما عند تمراز في دولة حسن وتربيا عنده مع أمهما، وكان اسم تمرباي "محمد"، وكان اسم منطاش "أحمد". ثم خدم تمرباى عند الأشرف وكَبُر في دولته، ثم من بعده إلى أن ولى نيابة حلب ومات وتولّى منطاش نيابة ملطية.

وكان الظاهر [برقوق] همّ (٣) بالقبض عليه (٤) فخلَّصه منه قجماس ابن عمّ السلطان لكونه لمّا مرّ عليه وهو مع التاجر الذي جلبه بالغ في الإحسان إليه وكافأه (٥).

وكان ممَّن تعصّب له أيضا سودون باق لأنه كان في خدمة تمرباي ثم كاتب منطاش بالعصيان إلى أن كان منه ما كان، وقد تقدّم أن برقوق اشتراه من أولاد أستاذه وأعتقه فكأنّ ذلك عند منطاش لم يصادف محلًّا لأنه لا يعرف أصل نفسه.

* * *

وفى العشرين من شعبان قُبض على ابن مكانس وعُصر وصودر واختفى أخوه فخر الدين ثم ظهر ووعد بمالٍ وأطلق على وظيفته.

وأمر منطاش بصندل فعُذِّب على ذخائر الظاهر وعُصر مرارًا حتى دلّ عليها.


(١) "ثم أمسك الناصري" لم ترد في ظ.
(٢) العبارة من هنا حتى "لا يعرف أصله" س ١٦ غير واردة في ظ.
(٣) في ز "صمم".
(٤) أي هم بالقبض على منطاش.
(٥) ساقطة من ز.