للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ثامن رجب خُلع على نعير أمير العرب خِلعةُ السفر، وكان قد قدم بعد العسكر على السلطان، وكان الظاهر برقوق قد عجز فيه أن يحضر إلى مصر وهو يمتنع، فحضر في هذه الدولة طوعًا، وشَفع - قبل أن يسافر - في جماعةٍ من (١) الأُمراء فقُبلت شفاعته وأُطلقوا من الإسكندرية.

* * *

وفى ثامن رجب خلع السلطان على شخص خياط وقرره خياط السلطان، فبلغ ذلك الناصري فأمر بإحضاره ونزع عنه الخلعة وضربه ضربا مبرحًا فغضب السلطان من ذلك ولم ينفعه غضبه.

ثم أمر الناصري بتفرقة المماليك الذين رُتبوا في الطباق بالقلعة لخدمة المنصور وفرّقهم (٢) على الأمراء، وأبطل المقدمين والسواقين والطواشية ونحو ذلك، وأراد انحلال أمر المنصور.

فلما أن كان في سادس عشر شعبان أظهر منطاش أنه ضعف، وكان خاطره قد تغير بسبب أشياء سأل فيها فلم يجبه الناصري إليها، وفهم من الناصري أنه يطلب السلطنة لنفسه، فلما شاع ضعفه عاده الجوباني فقبض عليه وركب إلى مدرسة حسن في (٣) سبعةٍ وثلاثين نفسًا، فنَهب الخيول التي على باب السلسلة وأركبها المماليك الذين معه، فمرَّ من عليهم آقبغا الجوهرى فأمر الزعر أن ينهبوا بيته فهجموا إسطبله ونهبوا جميع ما فيه من خيل وقماش، وفرّ مأمور (٤).

ولم يلبث منطاش إلَّا وقد اجتمع إليه نحو خمسمائة نفس. والتفت عليه المماليك الأشرفية والظاهرية، وساعده العوام والزعر فنهب بيوت مَن خالفه، فاشتد الحصار على مَن بالإسطبل والقلعة ورموا عليهم من مئذنتي مدرسة حسين.

ثم راسله الناصري مع الخليفة في الصلح فامتنع وقال: "هو الذي بدأ بالغدر ونكث ما اتفقنا عليه،" فقويت شوكة منطاش وتابعه أكثر الأُمراء، فهرب الناصري وملك منعاش الإسطبل، وطلع إلى القلعة في بن الخميس تاسع عشر شعبان فاجتمع بالسلطان فقال له: "أنا مملوكك


(١) العبارة من هنا لآخر الخبر غير واردة في ظ.
(٢) غير واردة في ز.
(٣) عبارة "في سبعة … خمسمائة نفس" س ١٥ غير واردة في ظ.
(٤) في ز "هو".