للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شوال عصى كمشبغا نائب حلب على منطاش فركب عليه إبراهيم بن قلقتم وشهاب الدين أَحمد بن الرضى قاضى حلب مع جماعة من أَهل بانقوسا (١) فانتصر عليهم وقُتل الأَميرُ القاضيَ صبرًا بعد أَن أَحضره إلى جهة الشام، وقُتل جماعة ممن ساعدوهم.

وفي ذي القعدة توجّه برقوق من الكرك ومَن أطاعه وقام علاء الدين المقيري - الذي (٢) ولي بعد ذلك كتابة السرّ، وهو أَخو قاضي الكرك - بخدمته ودفع عنه المصادرة (٣) في تلك الأَيام، وأَعانه أَخوه عماد الدين قاضى الكرك بالمال (٤)، ثم قدم أَخوهما ناصر الدين واجتمع بأَخيه عماد الدين وأَكابر أَهل الكرك وخشوا من عاقبة برقوق وإنكار السلطان عليهم ما فعلوه، فاتفقوا على أَن يقبضوا على برقوق وأَن يكون ذلك عذرًا لهم. عند السلطنة، فأَغلقوا باب الكرك بعد أَن أَخرج برقوق أنياته وعسكره وتأَخَّر هو ليكمل بقية مهماته.

فلما وصل إلى الباب وجدَه مغلقًا فاستعان بعلاء الدين علَى إخوته حتى فُتح له وتوجّه إلى جهة غزة في أَواخر شوال، فتلقاهم حسين بن باكيش نائبُ غزة فقاتلهم فهزموه، وتوجّه برقوق إلى دمشق ليحاصرها، فبلغ ذلك جَنْتَمِر نائب الشام، فجمع العسكر فالتقى بالظاهر بشقحب فكسره (٥): ثم رجع الظاهر عليهم بكمينٍ فكسرهم وقتلت بينهم مقتلة عظيمة وساق خلفهم إلى دمشق، فهرب جنتَمر إلى القلعة وتحصّن بها، وتوجّه خلق كثير من المنهزمين إلى جهة القاهرة واستمر الحصار على دمشق.

ونزل الظاهر [برقوق] بقبة يلبغا وهو في غاية الوهن من قلة الشيء. فبلغ كمشبغا نائبَ حلب خروجُه من الكرك فأَرسل إليه مائتي مملوك فقوى بهم، ثم حضر ابن باكيش وقد جمع من العشير والترك شيئًا كثيرا: فواقعه الظاهر فكسره واحتوى على جميع أثقاله. فقوى بذلك قوةً ظاهرة، وتسامع به مماليكه ومَن كان له فيه هوى فتواتروا عليه حتى كثر


(١) بانقوسا جبل في ظاهر مدينة حلب، راجع مراصد الاطلاع، ١/ ١٥٨.
(٢) عبارة "الذي أَخو قاضي الكرك" غير واردة في ظ.
(٣) "المصادرة" ساقطة من ز.
(٤) عبارة "بالمال ......... الدين وأكابر" ساقطة من ز.
(٥) أي أَن النصرة عليهم كانت لبرقوق.