وفى ثامن جمادى الأُولى - بعْد إطلاق أَكثر الأُمراء المحبوسين - استقرّ أَلطنبغا الجوباتيُّ نائبَ السلطنة بدمشق، وجُهِّزَت صحبته العساكر لقتال منطاش فوصلوا في جمادى الآخرة، فبرز لهم منطاش فقاتلهم ثم انهزم، ثم بلغه أَن أيتمش ومن معه في الحبس بقلعة دمشق وثبوا على نائبها فأَمسكوه وملكوا القامة، فكرَّ راجعًا إلى دمشق فَقَتَل من قدر عليه، وأَخذ ما أَمكنه من الأَموال وتوجَّه إلى الجهة الشمالية، وتسلَّل أَكثر من كان مع منطاش إلى الظاهر ودخلوا القاهرة أَرسالًا.
واستولى [أَلطنبغا] الجوباني على دمشق، وقَبض على من أمكنه من أَصحاب منطاش، فلما وصلت الأَخبار إلى القاهرة بذلك زُيِّنَتْ عشرة أَيام، ثم قدم عسكر طرابلس باستدعاء منطاش فوجدوه قد هرب، فقبض على أَعيانهم أَخذًا باليد، وجُهِّزت سيوفهم إلى القاهرة.
* * *
وفى العشرين حضر السلطان دار العدل ولم يدخلها المنصور منذ خُلع الظاهر، ولما فرغ الموكب دخل السلطان القصر فحضر الخليفة ومعه القضاة فقرئ عهد السلطنة بحضرتهم وحضور الأُمراء.
ثم خلع على الخليفة وركب من باب القصر حجرة بسرج ذهب وكنبوش مزركش، وكان الحنفيُّ ضعيفا فلم يحضر، وحضر المناوى وهو معزول فجلس تحت الحنبلي.
* * *
وفى الثاني عشر من شهر رجب وصل بدر الدين بن فضل الله وجمال الدين العجمي إلى القاهرة فأُمِرا بلزوم بيوتهما، وأَغْرم كلًّا منهما مالًا كبيرًا.
* * *
وفيه استقر علاء الدين بن الطبلاوي في ولاية القاهرة.
* * *
وفيه قوى كمشبغا بحلب على النائب الذي بها من جهة منطاش، وكان كمشبغا