للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى تاسع عشر رمضان استقر مجد الدين إسماعيل الكنائى البلبيسي الحنفي في قضاء الحنفية عوضا عن شمس الدين الطرابلسي بحكم عزله.

* * *

وفي العشرين من رمضان أُعيد أَبو الفرج إلى الوزارة، وقُبض على سعد الدين بن البقرى. وفيها غلب ابن أَبان التركماني على طرابلس في أَثناء الفتنة بين الظاهر ومنطاش، فأَرسل إليها الظاهر قرا دمرداش فغلب عليها، ثم نقله الظاهر إلى نيابة حلب وأَمر كمشبغا بالتوجه إلى القاهرة، فاستقرّ بها أَميرًا كبيرًا.

* * *

وفيها وصل رسل صاحب تونس - أَبي العباس أَحمد بن محمد بن أَبي بكر الحفصي - ومقدَّمهم محمد بن علي بن أَبي هلال - صحبة الركب القاصد إلى الحج، وحج معهم أَبو عبد الله بن عرفة الفقيه المشهور، وقد أَجاز لي المذكور بعد أَن رجع من الحج في السنة المقبلة.

* * *

وفيها نازل منطاش ونعير حلبًا، فتحصَّن كمشبغا من أَول رمضان إلى العُشر الأُخير منه، فراسل نعير كمشبغا يعتذر: فبلغ ذلك منطاشًا فأَخذ حِذره من نعير وخدعه بأَن طلب منه جماعةً من العرب يغيرون معه على بعض التركمان، فأَرسل معه جماعة من العرب، فلما بعدُوا ونزلوا بالليل أَخذ خيولهم وتوجّه إلى البلاد الشمالية.

وكان نعير ملَّ من الحرب فأَرسل يعتذر إلى السلطان ويطلب منه الأَمان فقبل ذلك منه وأَرسل إليه بما يرغب فيه، فسار منطاش إلى مرعش وهرب معه عنقاء بن شطى واجتاز بأَعزاز فانتهبها، ثم نازل منطاش عينتاب ومعه سولى بن ذلغادر وذلك في شوال فغلب عليها ووقع فيها النهب والتخريب إلى أَن تفرَّق أهلها شذر مذر بعد أَن كان نادى لهم بالأَمان ثم غدر بهم، ثم حاصر القلعة وتحصن نائبها محمد بن شهرى التركماني بقلعتها، ثم جَيَّش على منطاش فقتل أَكثر من معه، ومع ذلك فقد دام الحصار إلى آخر السنة إلى أَن تجهز يلبغا الناصري نائب الشام ونائب حلب إليه، وقبل وصولهم بيوم هرب منطاش وقدم محمد بن بيدمر