للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥ - أَحمد بن عمر بن مسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مسلم القرشي الدمشقي القاضي شهاب الدين بن القاضي زين الدين، كان فاضلًا يتشاغل بالوعظ. على طريقة أَبيه وكان العوام يعجبون به جدا ويعتقدونه، ثم ولى قضاء الشام في أَيام الناصري لأَنه كان ممن يعتقده، فلما حاصر الظاهر (١) دمشق قام القرشي في صده عنها وحرض عليه العامة، ثم قبض عليه عليه منطاش وسجنه، فلما ظفر الظاهر قبض عليه - على يد أَيتمش - وأَحضره إلى القاهرة وبالغ في إهانته، ثم أَقام شخصًا ادعى عليه بحضرته أَنه أَخذ له مالًا وفعل به أَفعالًا قبيحة، فجرّده الظاهر وضربه بالمقارع وسلمه لوالى القاهرة فوالَى ضربه مرارًا وعصره ثم دس عليه من خنقه.

ويقال إنه لما حضر عنده بادر فقال: "بالله لقد أَمّرك (٢) الله علينا وإن كنا لخاطئين"، فلم يَرِقّ له وأَمر بحبسه فحُبِس إلى أَن قُتل خنقا في محبسه في ليلة تاسع شهر رجب.

قرأْت بخط البرهان المحدث بحلب: اجتمعت به مرارًا، وكان أَفضل أَولاد أَبيه". وكان كثير الفوائد والمجون.

٦ - أَحمد قطلوبغا العلائي الحلبي، سمع من إبراهيم بن صالح بن العجمى شيئًا من "عشرة الحداد" وحدث. مات في شعبان وقد جاوز التسعين (٣).

٧ - أَحمد بن محمد الأنصارى المصرى، شهاب الدين، شيخ الخانقاه السعيدية، كان يجلس مع الشهود ويكتسب (٤) فأَثرى وكثر ماله ولم يتزوج، وتقرّب إلى القاضي برهان الدين فعمل درسا بجامع الأَزهر وقف عليه ربعا يغل مالًا كثيرًا وطلب منه أَن يدرّس فيه، ففوضه لبرهان الدين الأبناسي ثم بذل مالًا لأَهل سعيد السعداء حتى عمل شيخها وعمر أَوقافها وأَنشأَ بها مئذنة، وبالغ في ضبط أَحوالها فأَبغضوه وقاموا عليه حتى ضربوه (٥)، وكان موسرًا فالتزم أَلَّا يأخذ لها معلومًا، ثم عُزِلَ بابن أَخي الجار، ومات في ذي القعدة.


(١) في ك "الناصري"، وفى هـ "الناصر" ثم في الهامش بخط الناسخ "لعله الظاهر".
(٢) في ل "أترك"، وفى ز، هـ "أترك".
(٣) "السبعين" في ل، ز، هـ، ك، والدرر الكامنة ١/ ٦٠٧.
(٤) في ك "يكتب" ولكنها ساقطة من ل.
(٥) في ز، ك، هـ "صرفوه".