للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نظما مليحًا إلى الغاية وحدّث بها لما قدم القاهرة سنة إحدى وتسعين، [و] قرأها عليه شيخنا الغمارى وهو أسن منه، وأثنى هو وجميع فضلاء القاهرة على فضله، وأثنى عليه بنظمها - قبل ذلك - الحافظ شمس الدين بن المحب ومدحه بقصيدتين فأجابه عنهما، وكانت (١) له دروس حافلة عظيمة، وكان رئيسا عالى الرتبة رفيع المنزلة، وكانت له آثار حميدة وسجايا جليلة ومحاضرة حسنة، وولى كتابة السر بدمشق مرارًا ومشيخة الشيوخ بها، ودرّس وتقدم إلى أن قُتِل ظلمًا في شعبان من سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وذلك أنه لما خرج منطاش ويلبغا الناصري وملكا الإمرة ونُفى برقوق إلى الكرك ثم خلص منها وحاصر دمشق قام ابن الشهيد في وجهه وجمع لمحاربته.

فلما آل الأمر إلى برقوق حقد عليه فأمر بالقبض عليه فحُمل إلى القاهرة مقيَّدًا فأُودع السجن مع أهل الجرائم، ثم أمر به فأُخرج إلى ظاهر القاهرة فضُربت عنقه بالقرب من القلعة وذلك قبل رمضان بيوم.

وكان بينه وبين بيدمر شر كبير، فإذا ولى بيدمر النيابة سعى في أذاه بكل طريق، وصودر غير مرة واختفى، وعزل مرارًا ثم يعود، وكان أعظم ذنوبه عند الظاهر أن منطاش لما سجن الشهاب القرشي أعطاه الخطابة فكان يحرِّض في خطبته على الظاهر.

٢٣ - محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد النابلسي الأصل ثم الدمشقي، ثم سمى شمس الدين بن الشهيد.

أخو الذي قتله (٢) الظاهر، كان مقيما بالقاهرة فمات قبل أخيه فتح الدين ودفن أخوه عنده.

٢٤ - محمد بن إبراهيم بن (٣) محمد النابلسي ثم الدمشقي، نجم الدين بن الشهيد أخو اللذين (٤) قبله. تنقَّل في البلاد وولى كتابة السرّ بسيس عشرين سنة، ثم قدم القاهرة فمات بها بعد أخويه في ذى القعدة، واتفق أن دُفن الثلاثة في قبر واحد بعد الشتات الطويل.


(١) "وكانت له دروس حافلة" غير واردة في ظ.
(٢) راجع ترجمة ٢٢، ص ٤٢٦.
(٣) "بن محمد" خلت منها نسخ ل، هـ، ز.
(٤) راجع ترجمتي رقم ٢٢، ٢٣.