للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاد طالبه [بها] فأجاب بأنه تصدَّق بها وأصرّ على ذلك، فأسرَّها السلطان الظاهر في نفسه إلى هذه الغاية.

* * *

وفى العشرين من شوال استقر جمال الدين (١) في نظر الجيش مضافًا إلى القضاء ومشيخة الشيخونية، فعظم شأنه وكثر تردّد الناس إليه، ويقال إنه بذل في ذلك مالًا يفوق الوصف.

* * *

وفيها كائنة سعيد المغربي وكان مقيما بقبة جامع طولون وللناس فيه اعتقاد زائد، وكان السلطان يزوره ويعظمه ويقبل شفاعته، فكثر تردّد الأكابر عليه. ثم إنه سافر إلى العراق، فلما عاد دخل للسلام على السلطان وذلك في العشرين من جمادى الآخرة، فلما انصرف ذكر بعض البازداريّة أنه رآه عند نعير أمير العرب فغضب السلطان وتخيّل أنه جاسوس، فأرسل إليه من قبض عليه، فكان آخر العهد به.

وفي آخر شوال استقر تانى بك أمير آخور، ونقل بكلمش إلى مرتبة أخرى فاستقرَّ أميرَ سلاح.

وفى سلخ شوال أُمر أصحاب (٢) العاهات والقطعان أن يخرجوا من القاهرة ثم أُذن للقطعان بالعود.

* * *

وفى آخر ذى الحجة عُزل الشهاب التحريرى (٣) عن قضاء المالكية واستقر ناصر الدين بن التنسى نقلا من قضاء الإسكندرية.

* * *


(١) يعنى بذلك جمال الدين محمود العجمى، وقد أصبح في يده في هذه اللحظة نظارة الجيوش المنصورة وقضاء القضاة الحنفية ومشيخة المدرسة الشيخونية "ولم يعهد مثل هذا في دولة المماليك الأتراك بمصر" كما يقول ابن الصيرفي: نزهة النفوس ٤٠ أ.
(٢) فسرهم ابن الصيرفي في نزهة النفوس، ورقة ٤٠ أ بأنهم المصابون بالجذام والبرص والذين قطعت أيديهم بسبب السرقات.
(٣) راجع ترجمته في ابن حجر: رفع الإصر، ورقة ٣٢ أ - ب.