للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصاغة والدهيشة وتلف من الأموال ما لا يحصى، وعمل (١) في ذلك صاحبنا الأديب تقى الدين ابن حجة الحموى مقامةً في نحو عشرة أوراق من رائق النثر وفائق النظم، وهي أعجوبة في فنّها.

* * *

وفيها (٢) كان بالقاهرة الطاعون العظيم في البقر حتى كاد أن يفنى من القاهرة.

* * *

وفيها ثار الغلاءُ المفرط بدمشق.

* * *

وأوفى (٣) النيل ثالث مسرى وانتهى إلى عشرين إصبعا من عشرين ذراعًا.

وفى شعبان وقع الوباء في البقر حتى كاد إقليم مصر أن يفنى منها (٤).

* * *

وفيها استقر بدر الدين الأقفهسي - شاهدُ أُلجاى - ناظرَ الدولة.

* * *

وفيها شكى أهل خانقاه سرياقوس من شيخهم (٥) فأمر السلطان بإحضاره فسأله عما أنهِىَ عنه فأومأَ بيده، فلمح بعض الناس فيها أحرفًا مقطعة فأعلم السلطان بذلك فسأله فاضطرب، فقيل للسلطان إنه ساحر فعزله عن المشيخة وسلَّمه لشاد الدواوين وولَّاها (٦) للشريف فخر الدين.

وقيل إن السلطان كان أودع عنده خمسة آلاف دينار قبل أن تقع قصة الناصري فلما


(١) من هنا لآخر الخبر أيضا غير وارد في ظ.
(٢) خلت نسخ ز، ل، هـ، من هذا الخبر، وربما كان ذلك لوروده في ما بعد س ٦.
(٣) بلغت غاية الفيضان هذه السنة - كما ورد في التوفيقات الالهامية، ص ٣٩٧: اثنى عشر قيراطا و ١٩ ذراعا.
(٤) راجع حاشية رقم ٢.
(٥) هو شيخ الشيوخ أصلم بن الشيخ نظام الدين، والوارد في نزهة النفوس لابن الصيرفى، ورقة ٣٩ ب، أن الذي اشتكى إليه عند السلطان تاجر قيل إنه أودع عنده أحمال قماش فلما جاء يطلبها لم يدفعها إليه.
(٦) أي خانقاه سرياقوس.