للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما قدم الظاهر سنة ثلاث وتسعين اختفى [ابن بشارة] ثم قُبض عليه في هذه السنة وسجن بالقلعة فمات بها في جمادى الأولى، ومات أبوه في سنة ثلاث وتسعين.

٤٢ - شاه يحيى بن المظفر، تقدم قريبا مع أخيه (١) منصور.

٤٣ - أبو بكر بن عثمان بن العجمي زين الدين الحلبي نزيل القاهرة، سمع الحديث ببلده واشتغل بالآداب فمهر فيها وطارح الصفدى بقصيدةٍ شهيرة أجابه عنها وهى (٢) في "ألحان السواجع" للصفدي.

وولى التوقيع بالقاهرة وكان يكتب خطا حسنًا وينظم شعرًا وسطا، ونثره كذلك، مع دين وخير ومحبة في العلم. مات عن سبعين سنة أو أكثر.

٤٤ - أبو الطيب بن علي بن أحمد الفوى، سمع الكثير بعناية أبيه أصحاب الفخر وتفقَّه (٣) قليلا ثم دخل في أمر الدولة فقُطع لسانه ثم بقية أعضائه ثم مات عن أربعين سنة.

٤٥ - أبو تاشفين بن أبي حمو موسى بن يوسف التلمساني من بني عبد الود، خرج على أبيه وحاربه وجرت له معه خطوب وحروب إلى أن قتل أبوه في أول المحرم سنة ٩٣. وأسر أخوه - أبو عمير - فقتله هو وملك تلمسان وصار يخطب لصاحب فاس لكونه نصره على أبيه و [كان] يقوم له كل سنة بمال إلى أن قام أبو زيان بن أبي حمو فجمع جموعًا ونزل على تلمسان وحصرها فكاده أخوه وفرّق جمعه ووفد على صاحب فاس فجهز معه عسكرا في هذه السنة. فمات أبو تاشفين في شهر رمضان (٤) فأقام وزيره أحمد بن العزِّ ولده، فسار إليهم يوسف بن أبي حمو فقتل الصبيَّ والوزير، فخرج صاحب فاس إلى تلمسان فملكها وانقضت دولة بني عبد الود بتلمسان وصارت الصاحب فاس.


(١) راجع ترجمة رقم ٢٧ ص ٤٦٥.
(٢) الوارد في الدرر الكامنة ١/ ١١٩٨ أن الصفدى ذكره في ألحان السواجع.
(٣) في ظ "تنبه".
(٤) الوارد في دائرة المعارف الإسلامية، مادة: أبو تاشفين الثاني، أنه مات في ١٧ رجب سنة ٧٩٥ (٢٩ مايو ١٣٩٣).