للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَهل بغداد؛ ومن جملتهم ابن قاضي بغداد، وأَن تمرلنك أَسرَهم واسترقَّهم، فسلَّمهم السلطان لجمال الدين ناظر الجيش، فأَلبس ابن قاضي بغداد بزًى الفقهاء.

وكان في كتاب تمرلنك إيعادٌ وإرعاد وأَوله: "قل اللهم مالك الملك فاطر السموات والأَرض عالم الغيب والشهادة، أَنت تحكم بين عبادك فيا كانوا فيه يختلفون، اعلموا أَنَّا جندُ الله، خَلقنا من سخطه، وسلَّطنا على مَن حَلَّ عليه غضبه، لا نرقُّ لشاك، ولا نرحم عبرة باكٍ"، وهو كتاب طويل، وفيه: "ودعاؤكم علينا لا يستجاب فينا ولا يُسمع، وكيف يَسمع الله دعاءُكم وقد أَكلتم الحرام، وأَكلتم أَموال الأَيتام، وقبلتم الرشوة من الحكام؟ ".

قلت: وأَكثر هذا الكتاب منتزع من كتاب هولاكو إلى الخليفة ببغداد وإلى الناصر ابن العزيز بدمشق وهو مِن إنشاءِ النصير الطّيبرسي.

وكَتب جوابَ اللنك كاتبُ السرّ ابنُ فضل الله، وهو كلام ركيك ملفق غالبه غير منتظم، لكن راج على أَهل الدولة، وقرئ بحضرة السلطان والأُمراء فكان له عندهم وقع عظيم وعظموه جدا، وأَعادوه (١).

وكان النائب بحلب أَرسل رجلًا بعث به سالم الدوكارى، فلما وصل إلى القاهرة أَخبر السلطانَ بأَنَّ المقاتلة اللنك عشرون أَلفًا، وأَن له أُختًا معه تضرب بالرمل، ثم حضر شخص آخر كان من مماليك الأَشرف وخدم شَكر أَحمد التركمانى وأَنَّه توجّه معه إلى اللنك وهرب منه، فأَخبر بمثل ما أَخبر به التترى المذكور.

. . .

وفى (٢) رابع عشرى ربيع الأَول قُبض على شخص من الططر، فعُرض على السلطان فضربه فأَقرّ على عدّة جواسيس، فقبض منهم على سبعة أَنفس ما بين تجار وغيرهم.

وتجهَّز السلطان إلى السفر وأَنفق في المماليك في ثالث ربيع الآخر لكل واحدٍ أَلفا درهم، فبلغه أَنهم تمنَّعوا فجلس بنفسه وأَمر بالنفقة فأَخذوا، ولم يتكلم أَحد منهم، وأَعطى كلَّ مقدّمِ أَلفٍ ستين أَلفًا وللخليفة عشرةَ آلاف، ويقال كانت جملة النفقة تسعة آلاف أَلف، كان عنها من الذهب الهرجة ثلاثمائة أَلف وستون دينارًا.


(١) عبارة "وأعادوه. .... التترى المذكور" س ١٦ غير واردة في ظ.
(٢) عبارة "وفى رابع … ... تجار وغيرهم" بالسطر التالي واردة في هامش ١٠٩ أ من نسخة ظ.