وكان اقترض من التجار أَلف أَلف، ومِن موجود جركس الخليلي ثمانمائة أَلف، ومِن موجود أَرغون شاه نحو النصف من ذلك. ومن موجود إينال اليوسفى نحو ذلك أَو أَكثر.
فبرز [السلطان] في سابع الشهر وخرج من القلعة في عاشره وسافر من الريدانية في ثاني عشرى الشهر وترك في الاصطبل بيبرس أَمير آخور وبالقاهرة سودون النائب ونائباه، وبالقلعة قلمطاى ومعه ثلاثمائة ملوك، ودخل [برقوق] دمشق ثانى عشرى جمادى الأُولى فأَقام بدمشق خمسة أَشهر وعشرة أَيام، واسنترَّ الأَخبار فتحقق رجوع اللنك فجهّز أحمد بن أويس إلى بغداد ودفع له حين السفر خمسمائة أَلف درهم قيمتها عشرون أَلف دينار وخمسمائة فرس وستمائة جمل، وجهَّزه أَحسن جهاز. فخرج في مستهلَّ شعبان وسافر في ثالث عشره وسار معه عدّة من الأُمراء الكبار إلى أطراف البلاد، ثم صحبه سالم الدوكارى، ثم جهَّز السلطان: كمشبغا وجماعةً من الأُمراء إلى حلب فتوجّهوا قبله، ثم توجّه [هو] بعدهم في أَول ذي القعدة فدخلها في العاشر وأَقام إلى عيد الأَضحى ورجع إلى الديار المصرية في الثاني عشر منه، وكان أَمَر بعرض أجناد المحلقة و [أَن] يجهّز مَن له خُبز ثقيل بعبرة ثقيلة إلى السفر.
وأُلزم مباشرو الخاص أَن يؤخذ من كل واحدٍ بغلةً أَو قيمتها، ثم اختار من أَجناد الحلقة أَربعمائة فارس انتقاهم، ثم نادى للأَجناد البطالين بالحضور لينفق فيهم ليسافروا، فحضر منهم نحو الخمسمائة، فقبض قلمطاي منهم بأَمر السلطان على ثلاثمائة وسبعين فسجنهم وهرب الباقون، ثم عرضهم ابن الطبلاوى عند محمود، وأَفرج عن مائتين منهم.
ولما دخل الشام شكوا من الباعونى فَعَزَله ونكَّل به وخلع على علاء الدين بن أَبي البقاء، وأَقام الظاهرُ بدمشق خمسة أَشهر، وعَزل ابن المنجا الحنبلي وولَّى عوضه شمس الدين النابلسي، وعزل ابنَ الكشك وولي عوضه ابن الكفرى.
* * *
ثم وصل السلطان إلى حلب فوصل إليه ابن نعير وأَخبر أَن أَباه غلب على بغداد بعد رحيل تمرلنك منها، وخَطب فيها باسم الملك الظاهر فجهّز أَحمد بن أويس بجماعته إلى بغداد بعد أَن جهّزه جهازا حسنا، وأَرسل عسكرا كبيرًا فيهم كمشبغا الأَنابكي وأَحمد بن يلبغا وبكلمش وغيرهم إلى أَطْراف المملكة، وأَقام السلطان نازلًا على الفرات إلى أَن وصل قاصد أَحمد