للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن أويس يخبره بأَنه دخل بغداد وجلس على تخت ملكه وخطب باسم السلطان بها، فرجع السلطان إلى حلب وحضر إليه - وهو بها - سالم الدوكاري التركماني طائعًا فخَلع عليه وعظَّمه، وأَلبسه بزى الترك، ووَصل إليه كتابُ القاضى برهان الدين أَحمد صاحب سيواس يبذل له الطاعة.

وذكر أَحمد بن أويس في كتابه أَنه لما وصل إلى ظاهر بغداد خرج إليه نائب تمر فقاتله فانكسر فأَطلق المياه على عسكر ابن أويس، فأَعانه الله وتخلَّص.

* * *

وفى هذه السفرة استقر بدر الدين محمود بن عبد الله الكلستانى العجمي في كتابة السرّ بعد موت بدر الدين بن فضل الله، وكان السلطان استدعى به من القاهرة بعد أَن سافر ليقرأَ كتابًا ورد عليه من بلاد العجم بالعجمي وذلك بإشارة جمال الدين ناظر الجيش، فتوجه وهو في غاية الخوف ظنا منه أَنْ قد وَشى به بعض أَعدائه وما درى أَنه نُقل أَمره إلى العز الزائد بعد الذل المفرط. واستقر في نيابة حلب - بعد رحيل السلطان - بإمرة تغرى بردى، وفى نيابة طرابلس أَرغون شاه، وفى نيابة صفد أقبغا الجمالي.

* * *

وفى هذه السنة كان بالقاهرة من الرخص ما ضُرب به المثل، حتى إن عنوانه أَن البطيخ العبدلاوي أُبيع كل قنطار بدرهم، وقِسَّ على ذلك.

* * *

ثم في آخرها توقَّف النيل حتى مضى نصف أَبيب الثاني، ثم مضى نصف مسرى الأَول ثم فتح الله فزاد في أَسبوعٍ واحد نحو عشرة أَذرع، وتزايد بسبب التوقف سعرُ القمح إلى أَن بلغ أَربعين درهمًا كل إردب، ثم زاد ضعفها.

* * *

وفيها (١) أَرسل أَبو فارس بن أَبي العباس المرينى بعد موت أَبيه إلى تلمسان أَبا زيَّان بن


(١) هذا الخبر بأكمله ساقط من ل.