للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مائة سنة واثنتين وثلاثين سنة، وكان السبب في ذلك أَن الأَرضة كانت قد أَثَّرت فيه كثيرًا. فنُقل ذلك للسلطان فأَمر بعمل منبرٍ جديد وجهّزه في هذه السنة.

* * *

وفيها كانت الوقعة بين تمرلنك وبين طقتمش خان، فدام القتال ثلاثة أَيام ثم انكسر طقتمش خان ودخل بلاد الروس (١)، واستولى تمرلنك على القرم وحاصر بلد كافها ثمانية عشر يوما ثم استباحها وخرّبها.

* * *

وفيها وقع بين بني حسن وقواد مكة وقعة في الوادى بممر (٢) فقُتل على بن عجلان أَمير مكة في المعركة. فأَفرج السلطان عن حسن بن عجلان في ذي القعدة وقرّره في سلطنة مكة وخلع عليه وأَذن له في لحاق الحجاج وأرسل صحبته يلبغا السالمي، فسافرا في السابع من ذي القعدة.

* * *

وفي أَواخر ذي القعدة عاد السلطانُ أُستادارَه جمال الدين محمود في بيته بالموازنين، فقدّم له تقادم كثيرة فأَخذ بعضها وترك (٣) الباقي.

* * *

وفى آخر هذه السنة رحلْتُ إلى ثغر الإسكندرية فسمعتُ بها من تقى الدين بن موسى آخر منْ كان يروى بها حديث السلفى بالسماع المفصَّل، وسمعْتُ من جماعةٍ من أَصحاب الصفيّ وطبقته، وأَقمْتُ بها إلى أَن رحَلَتْ هذه السنة ودَخل في السنة التي تليها عدةُ أَشهر.

* * *

وانتهت زيادة النيل إلى أَصلع من عشرين ولم يزدد الأَمر إلَّا شدَّةً ولا السّعر إِلَّا غلوا، فبيع القمح ثمانين درهمًا قيمتها من الذهب أَكثر من ثلاثة مثاقيل، والفول والشعير بأربعة وخمسين، والتبن كل حمل بعشرة دراهم، والأُرز كل قدح بدرهمين، والخبز كل رطل بدرهمين.


(١) في ز "الفرس".
(٢) في ز" بمرو".
(٣) في ز "ورد".