عبد اللطيف بن محمد بن علي بن سالم المكي الأصل ثم الزبيدي مستبد زبيد، وليها عشرين سنة ونمى الأموال وكان شديد الوطأة، مات في ذي القعدة وله سبعون سنة وكان مع ذلك عالي الهمة قوي الحرمة.
علي بن صلاح الدين محمد بن زين الدين محمد بن المنجا بن محمد ابن عثمان الحنبلي التنوخي علاء الدين قاضي الشام، تقدم في العلم إلى أن صار أمثل فقهاء الحنابلة في عصره، ونشأ في صيانة وديانة، وناب عن ابن قاضي الجبل، واستقل بالقضاء سنة ثمان وثمانين بعد موت ابن التقي ثم صرف مراراً وأعيد إلى أن مات معزولاً في رجب بالطاعون، ولم يكن للحنابلة في عصره أنبل منه رياسة ونبلاً وفضلاً.
علي بن محمد بن محمد بن أبي المجد بن علي الدمشقي سبط القاضي نجم الدين الدمشقي ويعرف بابن الصائغ وبابن خطيب عين ترما، وكان أبوه إمام مسجد الجوزة بدمشق فيقال له الجوزي لذلك، ولد في ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة وسمع ابت تيمية والقاسم بن عساكر وإسحاق الآمدي وعلي بن المظفر الوداعي ووزيره والحجار ومحمد بن مشرف في آخرين تفرد بالسماع منهم، وخرجت له عنهم مشيخة، وأجاز له في سنة ثلاث عشرة التقي سليمان والمطعم والدمشقي وابن سعد وابن الشيرازي، وظهر سماعه للصحيح من ست الوزراء بأخرة، فقرأوا عليه بدمشق ثم قدم القاهرة فحدث به مراراً، قرأت وسمعت عليه سنن ابن ماجة ومسند الشافعي وتاريخ أصبهان وغير ذلك من الكتب الكبار والأجزاء الصغار فأكثرت عنه،