للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى أوائل صفر وعك السلطان الظاهر فأفرط عليه الإسهال والقيئ من ليلة الثالث من صفر إلى العاشر منه فقوى الإرجاف بموته، فتجلَّد ولازم القصر إلى أن توجه للعافية بعد أن كان غضب على جمال الدين بن صغير وأمر بحبسه، فأمر بأن يُتصدق بمال، فجمع الفقراء بالاصطبل، فمات منهم فى الزحمة نحو الخمسين نفساً، وقيل أكثر من ذلك من الرجال والنساء.

وفى الثامن عشر من صفر مات بكلمش بالقدس بطالاً.

وفيها أُعيد شمس الدين البجانسي إلى الحسبة بالقاهرة، وصُرف بهاء الدين بن البرجي في التاسع من المحرم.

وفى التاسع (١) من المحرم استقر ناصر الدين بن أبي الطيب في كتابة السر بدمشق وباشرها قبل وصول التوقيع له وذلك بعد موت أمين الدين الحِمصي، وكان بيد أمين الدين نظر النورية ببعلبك فأخذها بدر الدين الكلستاني - كاتب السر - لنفسه.

* * *

وفى صفر وقع بظاهر المدرسة الصلاحية (٢) حريق عظيم فبادر الأُمراء إلى طفيه بعد أن أحرق أماكن كثيرة.

وفيه كائنة نوروز الحافظى، وكان السلطان أمّره وكبّره وجعله أمير آخور، فأراد الوثوب على السلطان، فاتفق مع جماعة، فنمّ عليهم قانباي الكركي لأنه كان مؤاخياً للجمدار الذي كان من مماليك تانى بك أمير آخور، وكان السلطان قد اتخذه جمداراً بعد القبض على تانى بك، فكانت له نوبة يبيت فيها عند السلطان، فوافقه نوروز على أنه يفتك بالسلطان، وإذا تمكن من ذلك أطفأ الثريا التي بالمقعد، وتلك علامة بينهما لركوب نوروز ومن وافقه.


(١) في هامش ظ "وقيل في الثامن عشر من صفر".
(٢) فى هامش هـ بخط البقاعي: "في أي بلد؟ ".