فذكر ذلك المملوك هذا لقانباى فذكره قانباي للسلطان، فبادر السلطان وأرسل إلى نوروز بعد العصر فقبض عليه، وذلك (١) فى يوم الجمعة ثالث عشر صفر بعد أن فرغ من الحكم وقام من المقعد يمشى في الاصطبل، وبين يديه الأمراء. فثارت هجة بالقاهرة وأُرسل نوروز إلى الاسكندرية فسُجن بها في الحال.
وكان شاع في البلد أن الترك ركبوا على السلطان فنُهبت المأكولات من الحوانيت، ثم صفي الوقت لما رأوا نوروز في الحراقة مقبوضا عليه، ونودى بالأمان وفُتحت أبواب البلد بعد أن أُغلقت.
واستقر تمراز الناصرى على إقطاع نوروز، و [استقر] سودون قريب السلطان في وظيفته أمير آخور.
وفيها استقر آقبغا اللكاش فى نيابة الكرك ثم صُرف عنها لما وصل إلى غزة وسُجن بالصبية، وقُرّر في وظيفته وعلى إقطاعه سودون المارداني.
وفى الثاني من شهر ربيع الأول استقر أمين الدين عبد الوهاب بن القاضي شمس الدين بن أبي بكر الطرابلسى فى وظيفة قضاء العسكر الحنفي.
وفى حادى عشره استقر دمرداش المحمدى في نيابة حماة.
وفى الثامن والعشرين من صفر كُسفت الشمس في أول طلوعها ولم يشعر بها أكثر الناس، لأن الكسوف كان في نحو نصفها وانجلى بسرعة، فكانت مدّة لبثه - على مازعم أهل الفلك - ساعة واحدة، ولم تُصَلّ من أجل ذلك صلاة الكسوف.
* * *
(١) العبارة من هنا حتى خبر سجنه فى الاسكندرية ص ٤ وردت في ظ على الصورة التالية "فسيره إلى الاسكندرية فسجن بها وأشيع، ثم كذبت الشائعة ونودي في البلد أن الترك ركبوا على السلطان … ". وفي هـ "وذلك في يوم الجمعة بعد أن فرغ من الحكم".