للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالدويدار الكبير بيبرس ابن أخت السلطان، وأمير آخور سودون قريبه، ويشبك خزندار، وتغرى بردى أمير سلاح.

* * *

فلما دخلت ليلة الجمعة دخل في النزع إلى أن مات وقت التسبيح، فأصبح الأمراء والخليفةُ والقضاةُ مجتمعين في القصر، فأُحضر ولى العهد وأُقْعد على الكرسى، وخُلعت عليه خلع السلطنة، وبايعه الخليفة والقضاة والأمراء (١). ولُقِّب "الناصر"، وكنى "أبا السعادات".

ثم شرعوا في تجهيز الملك الظاهر، [برقوق]، وتقدّم في الصلاة عليه - خارج (٢) باب القلعة قبل الزوال - قاضي القضاة الشافعي صدر الدين المناوى، وأخرج بجنازته إلى الصحراء فدُفن بتربته التي أنشأها، وكان في جملة وصيّته أنها تكمّل، وعين القدر الذي يُصرف عليها، ففُعل ذلك بعده.

وكان من جملة أوصيائه يَلْبُغا السَّالِمي والقاضي الشافعى وسعد الدين بن غراب ناظر الخاص.

وكانت (٣) جنازةً مشهودةً لم يُر بعدَ جنازة الناصر محمد بن قلاون جنازةُ سلطانٍ مثلها.

وخُطب للناصر [فرج] على المنابر بمصر والقاهرة في هذا اليوم.

* * *

وفي صبيحة هذا اليوم بَشَّر أمينُ النيل ابنُ أبي الرداد بزيادة النيل.

واستمر أيْتَمش بالولاة في البلاد. فكان تَنَم بدمشق، ودمرداش المحمدى بحماة، وآقبغا الجمالي بحلب، وألْطَنْبُغُا العثماني يصفد، ويونس الظاهري بطرابلس، وسودون الظريف بالكرك.


(١) "الأمراء" غير واردة في نسختى ز، ل.
(٢) عبارة "خارج باب القلعة قبل الزوال" وغير واردة في ظ.
(٣) خبر الجنازة غير وارد في ظ.