للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الذي قْرّر عوضه فيها - وهو الشريف فخر الدين - قد مات، فأجيب (١) إلى سؤاله واستقر.

وفي ذي القعدة صرف يلبغا السالمي عن النظر على المدرسة الشيخونية وما معها وقرّر مكانه أرغون شاه البيدمري، وكان السالمي قد شدّد على أهل الشيخونية ومدرسيها خصوصا مدرس الشافعية وهو قاضي القضاة صدر الدين المناوى، وأشاع السالمي عنه أنه فرح بموت الملك الظاهر وأنه لما سمع بموته سجد شكرًا الله تعالى.

فلما بلغه ذلك تأذى به وخشي ما يترتب عليه، فركب إلى شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى فخضع له وشكى إليه حاله مع السالمي، وكان السالمي قد تسلط على الشيخ بأمر آخر، فركب الشيخ معه وطافا على الأمراء إلى أن عُزل السالمي واصطلح الشيخ والقاضى وكان ما بينهما متباعدا قبل ذلك.

وفى (٢) سابع عشر ذي القعدة عُقد مجلس بشيخ الإسلام والقضاة عند الأمير الكبير وسئلوا عن المال الذى خلفه الملك الظاهر بالخزانة: هل يورث عنه أوهو لبيت المال؟ فقال البلقينى: "ما كان متحصلاً له من إقطاعه ومن تجارته فهو لورثته، وما عدا ذلك فهو في بيت المال"، فقيل له: "إنه مختلط"، فقال: "يُجعل لورثته منه جزء"، فاختلفوا من الثلث إلى السدس، وقيل إن الشيخ قال: "يُجعل له الخمس، ولم يثبت ذلك.

وفى ثالث عشرى ذي القعدة ولي السالمي الأستادارية الكبرى، وصرف تاج الدين ابن أبي الفرج، فكان منذ وفاة الظاهر - قد وليها أربعة أنفس في مدة شهر وثمانية أيام، وكانت مباشرة أبي الفرج فيها دون الشهر.


(١) ضمير الغائب هنا عائد على الشيخ أصلم.
(٢) هذا الخبر والتالي له غير واردين في ظ.