للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠ - أحمد (١) بن عيسى بن موسى بن سليم بن جميل المُقيرى (٢) الكركي العامري الأزرقى أبو عيسى القاضي عماد الدين الشافعي (٣)، ولد في شعبان سنة إحدى وأربعين ويقال سنة اثنتين وأربعين، وحفظ "المنهاج"، واشتغل بالفقه وغيره، وسمع الحديث من التباني وغيره. وممن سمع منهم بالقاهرة أبو نعيم بن الحافظ تقى الدين بن عبيد الأسعردي ويوسف بن محمد الدّلاصي وغيرهما، وحدّث ببلده قديما سنة ثمان وثمانين.

ولما قدم القاهرة قاضيا خرج له الحافظ أبو زرعة مشيخة سمعتها عليه، وكان أبوه قاضى الكرك فلما مات استقر مكانه. وقدم القاهرة سنة اثنتين وسبعين ثم قدمها سنة اثنتين وثمانين.


(١) الترجمة أعلاه هى الواردة فى ظ، ورقة ١٣٧ ب وكذلك في بقية نسخ المخطوطة، غير أن ابن حجر عاد في ورقة ١٣٩ أ من نسخة ظ فأوردها بالصورة التالية: "أحمد بن عيسى بن موسى بن سليم بن جميل أبو عيسى الكركي القاضي عماد الدين العامرى الأزرق الشافعي، ولد في شعبان سنة إحدى وأربعين وقيل سنة اثنتين، واشتغل في صباه ببلده وحفظ "المنهاج" ورحل في طلب العلم، وسمع بمصر من أبي نعيم الأسعردى ويوسف الدلاصي وغيرهما، وسمع بالقدس من التبانى وغيره تجمعهم مشيخته التي خرجها له أبو زرعة بن العراق وقد سمعها عليه، وقد حدث ببندد قديم سنة ثمان وثمانين، وولى قضاء الكرك بعد أبيه وعظم قدره ببلده بحيث صاروا لا يصدرون إلا عن رأيه؛ وقدم القاهرة أيضا سنة اثنتين وسبعين وسنة اثنتين وثمانين وغير ذلك مرارًا إلى أن سجن الظاهر بالكرك فقام هو وأخوه في خدمته إلى أن تمكن أمره فجازهما بعد ذلك بالولاية، وفوض قضاء الشافعية لعمادالدين المذكور فباشر من رجب سنة اثنتين وتسعين إلى أو اخر سنة أربع، واستكثر في ولايته من النواب، وكان يعاب بالإمساك والتشدد في الأحكام ولا يقبل رسائل أهل الدولة فتم الشوا عليه فعزل واستقر عوضه صدر الدين المناوي في رابع المحرم سنة خمس وتسعين، وأبق السلطان مع العماد تدريس الشافعي ودرس الحديث بجامع ابن طولون ونظر الصالح، فاستمر إلى أن شفرت خطابة القدس والتدريس سنة تسع وتسعين فوليه، فتوجه إلى القدس و انجمع عن الناس وأقبل على العبادة والخير إلى أن مات في سابع عشر شهر ربيع الأول، ونزل عن خطابة القدس في مرضه فلم يمض النزول واستقر؛ واستقر خطيب نابلس في الوظيفة. وهو أول من كتب له عن السلطان "الجناب العالى" وكان ذلك بعناية أخيه كاتب السر فاستمر ذلك للقضاة. وكانوا لا يكاتبون إلا "بالمجلس العالى" وهى دون الأولى في المصطلح، وقد بالغ صاحبنا الشيخ تقي الدين [المقريزى] فذكر في ترجمته أنه حلف له أنه لم [يتناول] في طول ولايته بالقدس ومصر رشوة قط ولا تعمد حكما بباطل".
(٢) سماه الشذرات ٧/ ٤ "المعيرى" وقال بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح التحتية وآخره ياء نسبة إلى معير: "بطن من بني أسد" هذا وقد خلت نسخت القلقشندي: قلائد الجمان في التعريف بعرب الزمان، ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب من ذكر "معير".
(٣) أمامها في هامش هـ بخط البقاعي: "هذا جد شيخنا الحافظ تاج الدين بن الغرابيلي لأمه، ".