وفيها كائنة عمر الدمياطي، قبض عليه يلبغا السالمي وضربه مقترح؟ وطوف به على حمار مقلوب وسجن بالخزانة أياماً ثم أطلق بسبب أنه كان بالشيخونية، فلما ورد كتاب السلطان بما وقع له من النصر بغزة حلف بالطلاق الثلاث أن ذلك لا صحة له، ففعل ذلك به.
وفي شعبان جرس بدمشق شخص كان ينجم لنائب الشام ويعده أنه يتسلطن، ونقل عن الباعوني وابن أبي دمين نحو ذلك وكذلك ناصر الدين أبن أبي الطيب كاتب السر قولاً وفعلاً وسلم لناظر الخاص، فصادره على مال، وسعى صدر الدين الآدمي في الوظيفة بمال كثير، فكاد أمره أن يتم ثم عدل عنه إلى علاد الدين نقيب الأشراف وأطلق ابن أبي الطيب بعد مدة، ثم أعيد إلى الترسيم وأخرج يوم الخميس ثالث روضان من دمشق على حمار موكلاً به.
وفي رجب بعد خروج العساكر ثار يلبغا المجنون الأستادارا بالوجه البحري فأطلق الأمراء الذين كانوا محبوسين بدمياط وكان السلطان أمر بنقلهم إلى الإسكندرية فالتقاهم يلبغا بالعطف فأطلقهم وقبض على الأمير الذي كان موكلاً بهم وهو سودون الماموري ثم وصل في تلك الحالة إلى ديروط سودون السدمري ومعه كمشبغا الحضري وأياس الكمشبغاوي وآخران معه فأطلقهم سودون أيضاً، وعمد يلبغا إلى خيل الطواحين بديروط فأخذها وتوجه هو ومن معه إلى دمنهور فقبض على نائبها والتف عليه جمع من المفسدين فنادى في إقليم البحيرة. بحط الخراج عنهم واحتاط على ما للسلطان هناك من خراج وغيره، فلما بلغ ذلك نائب