للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالتفت (١) القاضى إلى مَن بجانبه فقال: "سمعت رسول الله يقول من تزيا لكم فاقتلوه"، فأمر القاضي بإطلاق المذكور فرجعوا به إلى منزله.

ذكر لي بعض أقاربه أنه مات في هذه السنة ببلده، وهو عم كريم الدين محتسب القاهرة في سلطنة الناصر فرج.

٥٩ - على بن محمد الميقاتي، نور الدين بن الشاهد المنجم، انتهت إليه الرئاسة في حلّ الزيج وكتابة التقاويم، وقد راج بآخره على الملك الظاهر وقربه وصار شيخ الطريقة. وكانت له معرفة بالرمل وغيره. مات في المحرم.

٦٠ - على بن محمد بن الناصح، نور الدين المقرئ، قرأ على المجد الكفتى ونظم قصيدةً فى القراءات، وكان يقرئ بجامع المارداني. مات في ذي الحجة.

٦١ - على بن إبراهيم بن القواس الدمشقى السكرى العابر، كان يجيد تعبير المنامات ويجلس على كرسى بالجامع، وقد طلب الحديث كبيرًا وقرأ وسمع. مات فجأة وهو في الخلاء ولم يشعروا به إلى ثاني يومٍ وذلك في ذي القعدة.

٦٢ - على بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح الهيثمي، الشيخ نور الدين أبو الحسن. ولد سنة اثنتين وثلاثين، وصحب الشيخ زين الدين العراقي وهو صغير فسمع معه من ابتداء طلبه بنفسه على أبي الفتح الميدومى وابن الملوك وابن القطرواني وغيرهم من المصريين، ومن ابن الخباز وابن الحموى وابن قيّم الصاحبية وغيرهم من الشاميين، ثم رحل معه (٢) جميع رحلاته وحجّ معه جميع حجّاته ولم يكن يفارقه حضرا ولا سفرًا، وتزوّج ابنته، وتخرّج به في الحديث، وقرأ عليه أكثر تصانيفه، وكتب عنه جميع مجالس إملائه، وخرّج زوائد الكتب الستة: مسند أحمد والبزاز وابن يعلي ومعاجم الطبراني الثلاثة مفردات،


(١) أمام هذا الخبر في هـ بخط البقاعي: "أعجوبة. فعلى هذا يكون شيخنا الحافظ من أتباع تبع التابعين إن كان النور الهوى سمع ذلك من ابن السراج".
(٢) أي مع الشيخ زين الدين العراقى.