للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَصبح في ذلك اليوم لايملك الدرهم الفرد فما أَمسى ذلك اليوم إِلَّا وعنده من الخيل والبغال والجمال والمال (١) والمماليك والملابس والآلات مالايوصف كثرة.

وكانت ولايته فى ثانى عشرى شوال، وكان حسن الخط جدًا مشاركًا في النظم والنثر والفنون مع طيش وخفة. مات في عاشر جمادى الأُولى وخلف أَموالًا جمة يقال إنها وُجدت مدفونة في كرمي المستراح. وكانت (٢) مدة ضعفه ستة وأَربعين يومًا، فاستقر في كتابة السر القاضي فتح الدين بن مستعصم نقلًا من رياسة الطب، ويقال إن السلطان اختاره لذلك فقرّره فيها بغير سَعْيٍ منه.

وقال العينتابي: "كان الكلستاني فاضلًا ذكيًا فصيحًا بالعربي والفارسي والتركي، ونظم "السراجية" في الفرائض وغيرها، وكان في رأْسه خفة وطيش وعجلة وعجب"، ثم وصفه بخفة العقل والبخل المفرط وأَنه قاسي فى أَول أَمره من الفقر شدائد، ولما رأَس وأَثرى أَساءَ لكل من أَحسن إليه، وجمع مالًا كثيرًا لم ينتفع منه بشئ. [لكن] انتفع به من استولى عليه.

وكانت ولايته لكتابة السر بعد موت البدر بن فضل الله فى شوال سنة ست وتسعين، وجرى بعده في وصيته كائنة لشهودها، منهم القاضي زين الدين التفهني الذى ولى القضاء بعده.

قرأتُ بخط القاضي تقى الدين الزبيري: "إن السلطان أَمر ابن خلدون أَن يفصل المنازعة التي وقعت بين الأَوصياء والحاشية، فعزل الأُمراء أَنفسهم فعزَّر ابنُ خلدون التفهني ورفيقه بالحبس، وأَبطل الوصية بطريق باطل لظنه أَن ذلك يرضى السلطان، فلما بلغ السلطانَ ذلك أَنكره وأَمر بإِبقاء الوصية على حالها".


(١) غير واردة في ظ، ز.
(٢) من هنا حتى نهاية الترجمة غير وارد في ظ.