للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٦ - الحسن (١) بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن أَبي طالب بن علي بن سيدهم اللخمي التستراوي ثم المصري، أَبو بكر (٢) محمد بدر الدين، كان جوادًا وافر المروءة كثير المكارم محبا في الصالحين، باشر ديوان طيبغا (٣) الطويل ودخل معه حلب لما وليها (٤) ثم رجع، وكان قد سمع من الحجار وعبد الرحمن بن مخلوف (٥) وابن جماعة ومحمد بن عبد الحميد الهمداني (٦) والجلال بن عبد السلام وجماعة، ولازم سماع الحديث من المتأَخرين، وحدث بكتاب "المدخل" لابن الحاج بسماعه منه، وكتب عدة أَجزاء بخطّه، وهو عم صهري كريم الدين عبد الكريم (٧) بن أَحمد بن عبد العزيز. مات في العشرين من جمادى الأُولى، وكان قد ركبه الدَّين الكثير وهو لا يترك طريقته في العطايا والجود، فاتفق أَن ماتت زوجته وتركت مالًا جزيلًا، فمات عقبها فوفَّى دينَه قريبُه المذكور بموجوده، ولم (٨) يتأَخّر من ميراثه شيء بل جاء حقُّه بحقِّه؛ وكذا اتفق لقريبه المذكور لكن على غير هذه الكيفية كما سأَذكره إن شاء الله في ترجمته (٩) سنة سبع وثماني مائة. قال الحافظ أَبو المعالى بن عشائر: "حدث بحلب بالمائة المنتقاة من الصحيح لابن تيمية بسماعه من الحجار ووزيره، ولم يتحقق لنا سماعه لذلك ولكن قرءُوا عليه بأَخباره (١٠)، والمحقق سماعه للمحدث الفاضل من ابن مخلوف والمتوكل من ابن الصواف وكلاهما بالإسكندرية".


(١) اتفقت ظ، ودرة الأسلاك ورقة ٤٧٦، والدرر الكامنة ٢/ ١٥١٨ على تسميته بهذا الاسم وفي ل، ع، ز، ك الحسين وأمام كلمة "التستراوي" في هامش هـ "وهي القرية المعروفة بتستراوة القديمة لا الحديدة من إقليم البرلس. مشهورة".
(٢) "بكر" غير واردة في ز.
(٣) في درة الأسلاك، ورقه ٤٧٦ "طنبغا" والصحيح هو الوارد بالمتن، وقد كان طيبغا من أدنى مماليك الناصر حسن إلى نفسه لكن وثب عليه فقتله بمساعدة خشداشه يلبغا العمري الخاصكي. وقد قامت الفتنة بين طيبغا وبين يلبغا العمري هذا فيما بعد، وهزم طيبغا الطويل في وقعة العباسة وحبس بالإسكندرية ثم أفرج عنه وسافر إلى القدس بطالا، ثم أفرج عنه وتولى نيابة حماة فحلب ومات بها، انظر أبا المحاسن: المنهل الصافي ٢/ ٢٤٨ ا - ٢٤٩ ا.
(٤) وذلك سنة ٧٦٩ هـ.
(٥) الدرر الكامنة ٢/ ٢٣٦٤.
(٦) الدر الكامنة ٣/ ١٣٢٧.
(٧) الضوء ٤/ ٨٢٩.
(٨) في ز "ولم يأخذ من ميراثه شيئا".
(٩) سترد ترجمته في وفيات سنة ٨٠٧ ج ٢ من هذا الكتاب.
(١٠) ساقطة من ز، ولعلها أيضا "بإجازة".