للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧٠ - يوسف بن أَحمد بن غانم المقدسي النابلسي، ولى قضاءَ نابلس زمانا ثم قضاءَ صفر ثم خطابة القدس لما مات عماد الدين الكركي، ثم سعى عليه ابن السائح قاضي رملة بمالٍ كبيرٍ فعزله، فقدم دمشق متمرّضا ومات بدمشق في جمادى الأُولى، وهو سبط الشيخ تقي الدين القلقشندي.

٧١ - يوسف (١) بن الحسن بن محمود السرائي ثم التبريزي، عز الدين الحَلْوَائي (٢)، قرأْت في تاريخ حلب لابن خطيب الناصرية أَنه نقل ترجمة يوسف هذا عن ولده بدر (٣) الدين لما قدم عليهم في سنة تسع وعشرين فقال: "ولد سنة ثلاثين وسبعمائة".

وأَخذ عن جلال الدين القزويني وبهاء الدين الخَوْنَجى والعضد، ورحل إِلى بغداد فقرأَ على الكرماني، ثم رجع إِلى تبريز فأَقام بها ينشر العلم ويُصَنّف، إِلى أَن بلغه أَنَّ ملك الدعدع [وهو طقتمش خان] قصد تبريز لكون صاحبها أَساءَ السيرة مع رسولٍ أَرسله إليه في أَمرٍ طلبه منه.

وكان الرسول جميل الصورة إِلى الغاية فتولَّع به صاحب تبريز، فلما رجع إِلى صاحبه أَعلمه بما صنع معه وأَنه اغتصبه نفسه أَيامًا وهو لا يستطيع إِلا الطواعية، وتفلَّت منه، فغضب أُستاذُه وجمع عساكره وأَوقع بأَهل تبريز فأَخْرَبها. وكان أَول ما نازلها سأل عن علمائها فجُمِعُوا له فآواهم في مكان وأَكرمهم، فسلم معهم ناس كثير ممن اتَّبعهم، ثم لَمَّا نزح عنهم تحوّل عن عز الدين إِلى ماردين فأَكرمه صاحبها وعقد له مجلسًا حضره فيه علماؤها مثل سريجًا والهمام والصدر فأَقرُّوا له بالفضل.

ثم لمّا ولى إمرةَ تبريز أَمير (٤) زاه بن اللنك طلب عزّ الدين المذكور وبالغ في إكرامه


(١) هذه هي نفس الترجمة الواردة في عقد الجمان ٣/ ١١٧ - ١١٨ هذا وقد ترجم له ابن حجر مرة أخرى فيمن مات سنة ٨٠٤، انظر فيما بعد ترجمة رقم ٣٦، ص ٢٢٢ وحاشية رقم ٣ حيث أشرنا إِلى تردد المؤرخين في ترجمته بين هاتين السنتين.
(٢) الضبط من الضوء اللامع ١٠/ ١١٨٣.
(٣) فى ك "علاء الدين".
(٤) في هامش ز بخط الناسخ "اسم ابن اللنك أَمير زاه بحسب ما يوجد فيما تقدم يصلح. كذا".