وفي (١) ثاني عشر المحرم عُزل ابن خلدون عن قضاءِ المالكية وأُهين، وطُلب بالنقباءِ من عند أَقباى الحاجب ماشيًا من القاهرة إِلى بيت الحاجب وأُوقف بين يديه ورسم عليه، وحصل له إِخراق زائد وأَطلق بعض مَن سجنه؛ ثم بعد مدة مِنْ عَزْله أُعطى تدريس المالكية بوقف الصالح.
وفي الرابع والعشرين منه كسر يلبغا السالمي من شبرا نحو خمسين أَلف جرّة خمر.
وفي عاشر ربيع الآخر استقر بدر الدين العينتابي في الحسبة عوضًا عن ابن البجانسي، ثم عُزل بعد رجوع السلطان من دمشق وأُعيد البجانسي في سابع جمادى الآخرة.
وفى أَواخر ربيع الآخر خلع تمراز نائب الغيبة على منكلي بغا الزَّيْني بكشف البهنسا، فنزل إِلى يلبغا السالمي الأُستادار فعرّاه الخلعة وضربه بالمقارع، فبلغ ذلك نائب الغيبة فغضب، فدخل الناس بينهما إِلى أَن أعاد السالمي على المذكور خلعته واستمر.
وفى نصف جمادى الأُولى منع يلبغا السالمي اليهود والنصارى من دخول الحمامات إلَّا بشعار يُعرفون به: نساء ورجالًا وشدّد في ذلك، فبلغ ذلك نائب الغيبة فنادى بإبطاله، ثم وصل كتاب السلطان في أَوائل جمادى الأُولى وفيه أَن يلبغا السالمي لا يحكم إِلَّا فيما يتعلَّق بالديوان المفرد خاصة.
وكان السالمي عند سفر السلطان استنجز مرسومًا بأَن يحكم في الأَحكام الشرعية، وكتب له عليه قضاة القضاة، فلما وقع الخلاف بينه وبين نائب الغيبة سعى عليه في إبطال ذلك فتمّ له ما أَراد وأَمر أَن ينادى في البلد:"من وقف ليلبغا السالمي في شكوى وعوقب، ومَن له على السالمى ظلامة يرفعها لنائب الغيبة"، ثم أَمر بكتابة محضر بأَحوال السالمي وما هو فيه من الهوج، وكان السالمي يومئذ غائبًا، فلما رجع وبلغه ذلك أَهان الذي كتب