للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحضر وأَحضر دويدار الوالى فضربه بسبب (١) إِشهاره النداءَ، فبلغ ذلك الوالى فهرب إِلى بيت نائب الغيبة، ثم وصل السلطان فتمكَّن يلبغا السالمي من التحكم في البلد ونودى له بذلك، فصنع ما تقدم شرحه قريبًا.

وفى ثانى عشر جمادى الآخرة استقر القاضي أَمين الدين عبد الوهاب بن القاضي شمس الدين الطرابلسي في قضاء الحنفية عوضًا عن القاضي جمال الدين الملطي وكان قد تعوّق عن السفر إِلى الشام لضعفه فمات في غيبتهم وتعطَّل المنصب بعده إِلى هذه الغاية، واستقر القاضي جمال الدين عبد الله بن مقداد الأَقفهسي (٢) في قضاءِ الممالكية عوضًا عن نور الدين بن الجلال لأَنه كان مات في غزة لمّا توجّه العسكر إِلى الشام، ثم عُزل بعد يسير واستقر القاضي وليّ الدين بن خلدون في رمضان.

وفى ثالث رجب استقر علم الدين أَبو كمّ في الوزارة عوضًا عن فخر الدين بن غراب.

وفى رجب وقع بحسبان في الشام برد كبار مثل الكف، ومنه مثل الخيار، وزن الواحدة سبعة وعشرون درهمًا، ولم يعهدوا مثل ذلك قبل.

وفى رجب حضر رسول تمرلنك يطلب أَطلمش ويعدهم أَنهم إذا أَرسلوه يرسل من عنده من الأَسرى: أَميرًا كان أَوْ فقيهًا، وكانوا قد أَرسلوا قاضي القضاة صدر الدين المناوي، وشغر المنصب عنه من ابتداءِ هرب السلطان من دمشق، فلما ورد الكتاب لم تسعهم المخالفة وأَخرجوا أَطلمش وأَعطوه مالًا وأَرسلوا يخبرون تمرلنك بإِكرامه وإعزازه.

وفى ثامن (٣) عشر رجب استقر سعد الدين بن غراب أُستادارًا مضافًا إِلى ما بيده من نظر


(١) هذه العبارة "بسبب ...... . ثم وصل السلطان" ساقطة من ز.
(٢) كانت وفاته في جمادى الأولى سنة ٨٢٣ هـ، راجع إنباء الغمر ترجمة رقم ٦ من وفيات ٨٢٣ هـ، والضوء اللامع ٥/ ٢٦٢، وشذرات الذهب ٧/ ١٦٠.
(٣) في العيني: عقد الجمان، لوحة ١٤٦ "الخميس ١٧ رجب"، وتحديد هذا اليوم عند العيني يطابقه ما جاء في التوفيقات الإلهامية، ص ٤٠٣ من أَن أوله كان يوم الثلاثاء.