للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شوال كان تمرلنك قد وصل ماردين فعيَّد بها، وأَرسل مِن عنده رسولًا في خمسة آلاف نفس إِلى بغداد يطلب من متوليها مالًا كان وَعَدَ به وطلب من يتسلمه منه.

فلما (١) وصل الرسول أَراد أَهل بغداد ذله فعملوا فيه، فقتلوا غالب مَن معه، فأَرسل الرسولُ إِلى تمرلنك يطلب منه نجدةً، فتوجّه نحوه بالعساكر فوصل في أَواخر شوال فملكها وبذل فيها السيف ثلاثة أَيام، ثم أَمر أَن يأْتيه كل فارس من عسكره برأس، وشرعوا في قتل الأَسرى حتى أَحضروا إليه مائة أَلف رأس فبناها مآذن (٢)، ثم أَمر بنهب الحِلَّة فنهبوها وخرّبوها، ورحل عن العراق في آخر ذى الحجة متوجها بعد أَن أَمر بخراب بغداد (٣).

* * *

وفى أَولها وصل قرا يوسف وأَحمد بن أويس إِلى جهة حلب طالبين بلاد الروم فصدّهما دمرداش نائب حلب عن ذلك، فهرب أَحمد ونهب وتوجّه هو وقرا يوسف إِلى ملطية؛ ثم إِن بعض الجند نصح أَحمد وعرّفه أَن قرا يوسف يريد الغدر به، فلما تحقَّق ذلك فرّ منه فنهب ما خلَّفه وأَساءَ في حقّ أَخيه، ورجع أَحمد بن أويس إِلى سيواس، ثم توجّه إِلى برصة واجتمع بابن عثمان، ومن بعد وصول أَحمد بقليل وصل تمرلنك إِلى سيواس فحاصرها وذلك في المحرّم، وطلبوا الأَمان فأمنهم وحلف (٤) لهم ثم غدر بهم فقتلوهم عن آخرهم. وأَوفى (٥) النيل في سلخ ذى الحجة من هذه السنة وكسر الخليج في أَول يوم من السنة المقبلة وفرح الناس به لأَنه كان توقف.

* * *

وفى هذه السنة سار أَبو فارس عبد العزيز صاحب تونس إِلى طرابلس الغرب، فأَخذ


(١) هذا السطر كله غير وارد في ز.
(٢) في هامش ١٦٠ ب من نسخة ظ "وفى هذه السنة نازل تمرلنك بغداد فأخذها وقتل من أهلها زيادة على مائة أَلف وبني من روسهم أربعين منارة ورحل إِلى الحلة عسكره فنهبوها وخربوها".
(٣) جاء بعد هذا في هامش هـ "تتلوه الفرحة التي لم أجدها" ولعله يقصد الفرحه بكسر الخليج، انظر س ١٥ في هذه الصفحة.
(٤) من هنا حتى نهاية الخبر ساقط من ز.
(٥) انظر العيني: عقد الجمان، لوحة ١٥٨.