للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحادي والعشرين من ذى الحجة، فدخل على جمال (١) الدين يوسف أَلبيرى أَستادار بجاس - وهو يومئذ في خدمة سودون طاز - فتحدّث معه في بيته، فجمع بينه وبين مخدومه فأَنزله عنده إِلى يوم الخميس ثالث عشريه وطلع به إِلى السلطان فخلع عليه، واستقر في الأستادارية على عادته مضافًا إِلى نظر الخاص والجيش، فسلَّم على جميع الأُمراء.

فلما وصل إِلى بيت جكم حجَبه ومنعه من الدخول إليه، ثم توجّه إِليه بعد أَيام مع سودون من زاده، فتشفَّع فيه عنده حتى بأس يده، ولم يكلمه كلمةً واحدة.

ثم أَنفق ابن غراب النفقة على المماليك، فثار به جماعة منهم ورجموه، ففرّ إِلى بيت نوروز الحافظي فتركوه ورجع إِلى بيته إِلى أَن أَرضى أَعيانهم وأَكابرهم وأَكمل النفقة، واستمرّ على حاله. وفي ذي القعدة (٢) - بعد إمساك يشبك وإخوته - سافر شيخ المحمودي نائب طرابلس ودقماق نائب حماة إِلى بلادهما بعد أَن استقرّ دقماق في نيابة صفد، والتقى دقماق مع متيريك بن قاسم بن متيريك أَمير عربان حارثة، فانكسر دقماق وقُتل ممن معه إثنا عشر مملوكًا وأُسِرَت والدته، فبلغ ذلك شيخ المحمودي فرجع إليه ورجع متير يك وقومه فكسروهم وأَسروا منهم جماعة، ثم قبضوا على ولدَىْ منير يك فأَمر (٣) بتوسيطهما وأَخذ لمتير يك ستة آلاف جمل وأَرسل نائب صفد يطالع بذلك، فعاكسه الأُمير جكم وأَمر أَن يكتب إليه وإلى شيخ الإِعراض عن متيريك المذكور وردَ ما أَخذ منه.


(١) أمامها في هامشه هـ "جمال الدين الاستدار".
(٢) هذه العبارة من هنا حتى عبارة "بعد أَن أَمر بخراب بغداد" ص ١٤٨، ص ٨ واردة في ورقة منفصلة تحمل رقم. ١٦٠ ا في نسخة ظ، وفوقها كلمة "تؤخر".
(٣) في عقد الجمان، ورقة ١٠٧ "منير" ثم عدم التنقيط بعد ذلك، وهو متير بك بن قاسم بن متير يك أَمير عربان حارثة.