للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشبك وأْرسل أَيضًا، واستمر دويدارًا وسودون من زادة خزندارًا، ثم استعفى منها في سادس ذي الحجة واستقر شاد الشربخاناه.

وطلب المماليك الإِنْفَاق بسبب النصرة فأُمر ناظر الخاص بتحصيل مال النفقة، فشرع في الاقتراض من التجار، وطلع في أَول ذى القعدة لينفق لكل مملوك أَلف درهم، فشارت عليه المماليك فأَمسكوه وضربوه وهرب، فاختفى عند الزمام، ثم توجّه إِلى مصر ومعه النفقة وعدّى من مصر إِلى الجيزة، وتمادى سائرًا إِلى ترّوجة وذلك في سادس عشرى ذي القعدة؛ وفى أَثناء ذلك قبض يشبك على الشيخ لاجين شيخ الجراكسة، فأَخرجه إِلى بلبيس وقَبض على سودون الفقيه أَحد دعاة الشيخ لاجين فسجنه بالإسكندرية.

وفى السادس من ذى الحجة قرّر السلطانٌ ناصرَ الدين بن سنقر أَستادارًا، واستقر أَبو كم الوزير في نظر الخاص، واستقر سعد الدين بن بنت المالكي - صاحبُ ديوان الجيش - في نظر الجيش.

فلما كان تاسع ذي الحجة وصل قاصد من مشايخ تروجة يخبر أَن ابن غراب حضر إليهم وعلى يده مثال شريف باستخراج الأَموال، وأَن يتوجهوا صحبته إِلى الإسكندرية لإخراج يشبك وإخوته، فكُتب جوابه بعدم تمكينه من المال وأَن يُقبض عليه.

ثم جاءَ من مشايخ تروجة قاصدٌ يطلب الأَمان لابن غراب، فكُتب له عن لسان السلطان، ثم بلغ رَسْطَاى - نائبَ الإسكندرية - أَن ابن غراب أَرسل إِلى كبير الزعر أَبي بكر غلام الخدام أَن يجمع له الزعر ويحضر إِلى تروجة، ووعد كل واحدٍ بخمسمائة درهم وأَنهم يفتكون بنائب الإسكندرية، فلما علم بذلك أَمسك أَبا بكر المذكور فضربه بالمقارع.

ثم وصل إليه كتاب ابن غراب يقول له: "إحذر أَن تتعرّض ليشبك أَو لأَحد من إخوته فيصيبك مثل ما أَصاب ابن عرّام" فأَرسل الكتاب إِلى القاهرة، ثم أَظهر لابن غراب أَنه يسافر إِلى بلاد المغرب فهيأَ حاله وركب متوجّها، ثم انفلت إِلى جهة مصر فدخل القاهرة في ليلة