للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العراقَ فأَقام بتبريز وأَصبهان ويزد وشيراز، ثم استمرّ مقيمًا بشيراز بالمدرسة البهائية إِلى أَن مات في شهر ربيع الآخر منها.

١٤ - أَحمد بن علي بن يحيى بن تميم الحسيني الدمشقي وكيل بيت المال بها، سمع الكثيرَ من الحجارِ وابنِ تيمية والمِزى وغيرهم، وقد ولى نظر المارستان النوري قديمًا ووكالة بيت المال ونظرَ الأَوصياء (١)

وكان بيدمر يعتنى به ويقدّمه، وكان مشكورًا في مباشرته ثم ترك المباشرةَ وانقطع في بيته يُسمِع الحديثَ إِلى أَن مات. قرأتُ عليه كثيرًا، وكان ناصرُ الدين بن عدنان يطعن (٢) في نسبه.

مات في رابع ربيع الآخر وله سبع وثمانون سنة واستراح من رعب الكائنة العظمى.

١٥ - أَحمد بن علي القبائلي وزير صاحب المغرب، كان سلفُه من ضواحي بني عبد المؤمن وقُتل أَبوه - أبو الحسن - سنة أَربعٍ وسبعين بيديعقوب بن عبد الحق المريني، وكان كاتبًا مطبقًا، ونشأَ ولده فأَتقن الكتابة وباشرَ الأَعمالَ السلطانية، وكانت له معرفةٌ بالحساب وصناعةِ الديوان، فلما ظهر السلطان أَبو الحسن امتُحن ثم خدمه ولزم خدمته وناصحه وقام بعده بولاية ولده أَبي فارس، ثم عُقد لأَخيه أَبي عامر ثم ببيعة أَخيه أَبي سعيد، ثم أَوْقَع أَهلُ الشر بينهما فأَرسل إليه وإلى ابنه عبد الرحمن فسجنهما ثم ذبحهما في شوال سنة ثلاث، وكان عارفًا حسنَ السياسة.

١٦ - أَحمد بن محمد بن أَحمد بن محمد بن عمر الأَيكي (٣) الفارسي نزيل بيت المقدس ثم الرملة، يلقب زَغْلِش (٤) بمعجمتين وأَوله زاى، الحنبلي أَبو العباس ويعرف


(١) وكذلك نظر الأحباس، انظر الضوء اللامع ٢/ ١٢٥.
(٢) أشار السخاوي شرحه، فقال: "قال شيخنا: لكني رأيت بخط السبكي نسبته حسينيًا" وهي عبارة لم ترد في المتن.
(٣) من غير تنقيط في الأصل، وقد أثبتنا ما بالمتن بعد مراجعة الضوء اللامع ٢/ ٢٠٥ ولكنه "الأملى" في ز، و "الأيلى" في الشذرات ٧/ ٢٥، و "الأبكى" في ك.
(٤) الضبط من السخاوي: نفس المرجع والجزء والترجمة.