للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصلوات، وله حلقةٌ يشتغل فيها به، ودرَّس بالدّماغية (١) وغيرها، وكان يميل إِلى ابن تيمية ويعتقد رجحانَ كثير من مسائله، وكانت عنده حّدةٌ وعنده نفرةٌ من كثير من الناس. انفصل من الوقعة وهو متأَلم (٢)، وحصل له جوعٌ فتغيّر مزاجه وتعلَّل إِلى أَن مات في نصف رمضان".

١٠ - أَحمد بن ربيعة المقرئ أَحد المجوّدين القراء العارفين بالعلل، أَخذ عن ابن اللبان (٣) وغيره وانتهت إليه رئاسةُ هذا الفنّ بدمشق، وكان مع ذلك خاملًا لمعاناته ضربَ المندل واستحضار الجنّ. مات في شعبان وقد جاوز الستين.

١١ - أَحمد بن الزين الوالى، كان ظالمًا غاشمًا لكن كان للمفسدين به ردع ما.

١٢ - أَحمد بن عبد الله التحريري (٤)، شهاب الدين القاضي المالكي، قدم القاهرةً وهو فقير جدًّا فاشتغل وأَقرأَ الناس في العربية، ثم ولى قضاءَ طرابلس فسار إليها ونالتْه محنةٌ من منطاش ضربه فيها بالمقارع وسَجنه بدمشق، فلما فرّ منطاش ر رجع إِلى القاهرة وقد تموّل، فسعى إِلى أَن ولى قضاءَ المالكية في المحرّم سنة أَربع وتسعين فلم تُحْمد سيرته، فصُرف في ذى العقدة منها واستمر إِلى أَن مات معزْولًا في رجب.

وكان بيده نظرُ ووقفُ الصالح، تلقاه عن العماد الكركي في رجب سنة ٧٩٩، فلم تُحمد سيرته فيه أَيضًا، ومات في رجب.

١٣ - أَحمد بن عبد الوهاب بن داود بن علي بن محمد المحمدي القوصي سعد الدين، ولد بقوص وتفقَّه بها، ثم رحل إِلى القاهرة واشتغل، ثم دخل الشام فأَقام بها، ثم دخل


(١) من مدارس الشافعية والحنفية بدمشق، أنشأتها عائشة زوجة شجاع الدين بن الدماغ في مستهل القرن السابع الهجري، انظر النعيمي: الدارس ١/ ٢٣٦ - ٢٤٢.
(٢) في الضوء ج ١ ص ٢٩٩ "سالم" ولكنها كما بالمتن في الشذرات، شرحه.
(٣) يعنى بذلك شمس الدين محمد بن أَحمد بن عبد المؤمن بن اللبان المصري أَحد المشهور لهم بالتقدم في الحديث، مات سنة ٧٤٩ هـ مطعونًا، انظر الدرر الكامنة ٣/ ٣٤٠٦، والشذرات ٦/ ١٦٣ - ١٦٤.
(٤) راجع رفع الإصر لابن حجر ١/ ٧٦ - ٧٧.