للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات في رجب عن بضع وخمسين سنة، وكان يكتب بخطه "العُمرى العثماني" لأن أُمّه من بنى فضل الله، وقيل هي بنت شهاب الدين أحمد بن (١) يحيى بن فضل الله، وكان هو يزعم أنه من نسل عثمان بن عفان ولم يُصب في ذلك، وإنما هو من بني (٢) عجل.

وكان (٣) يلبس بزى الجند وهو شاب، وأول ماولى بعد موت أبيه تدريس بعض المدارس، ثم ولى كتابة السرّ بحلب سنة ثمان وسبعين عوضا عن شمس الدين بن البهاء ثم بطرابلس، ثم ولى كتابة السرّ بحلب أيضا عوضا عن ناصر الدين بن السفاح في سنة سبع وتسعين، ثم عُزل في آخر القرن فسافر إلى دمشق وأقام بها إلى أن ولى كتابة السر في المحرم سنة ٨٠١، ثم عُزل في شعبان في سنة اثنتين وثمانمائة في فتنة تنم وأُهين وأُخذ إلى مصر مو موكلا به، ثم أُطْلِق فقدم مع العسكر لقتال التتار، فلما فر السلطان عن الشام توصل إلى أن ولى كتابة السرّ عن اللنكية، ثم عوقب إلى أن مات في شهر رجب في العقوبة.

١١٤ - محمد بن محمد بن إسماعيل البكرى، شمس الدين بن مكين المصرى المالكي، اشتغل في الفقه فبرع فيه، وكان قليل المشاركة في غيره، وسمع من ابن عساكر (٤)


(١) هو أحمد بن يحيى بن فضل الله بن مجلى بن دعجان العدوى العمرى، ولد سنة ٧٠٠ هـ وكان من شيوخه ابن الفركاح وابن تيمية والوداعى وست الوزراء والحجار، وقد برع في النظم وكتب الإنشاء بمصر والشام، وهو صاحب "مسالك الأبصار" "والتعريف بالمصطلح الشريف" ومات سنة ٧٤٩ هـ، انظر الدرر الكامنة ١/ ٨٢٨.
(٢) يرجع بنو عجل إلى بكر بن وائل وكانت مساكنهم من اليمامة إلى البصرة، وذكر الحمداني أن بلادهم الجزيرة من بلاد حلب، كرر ذلك القلقشندي في كتابيه: قلائد الجمان، ص ١٣١، ونهاية الأرب في أنساب العرب، ص ٣٥٠ - ٣٥١.
(٣) أشار ابن قاضي شهبة في الإعلام، ١٩٢ ا، إلى أن لبسه بزى الجند كان في حياة أبيه فلما مات لبس "البقيار"، كما أنه ولى تدريس المدرسة الكروسية بدمشق المنسوبة إلى واقفها محمد بن عقيل بن كروس محتسب دمشق المتوفى سنة ٦٤١ هـ، انظر عنها الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٤٤٦ - ٤٤٧.
(٤) في ز "أبي عساكر"، وفى هـ "ابن عسكر" ولعله الأصح حيث أورده بهذه الصورة ابن حجر في الدرر الكامنة ١/ ٤٣٠ حيث ذكر أنه هو أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عسكر المالكي البغدادي الأصل، وتنقل ما بين دمشق والقاهرة ودمياط.