للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعبد الرحمن بن القارى وغيرهما، وولى تدريس الظاهرية بين القصرين، وعُين للقضاء فامتنع مع استمراره في نيابة الحكم إلى أن مات في ربيع الأول وقد بلغ الستين.

١١٥ - محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد المخزومي الدماميني ثم الاسكندراني، شرف الدين بن معين الدين. ولد في خامس … ... (١) وتفقه واشتغل بالعربية والأُصول، وكان ذكيا وتعانى الكتابة، وكان أبوه معين الدين ناظر الإسكندرية، وباشر هو في أعمال الدولة بالإسكندرية ثم سكن القاهرة؛ وكان حاد الذهن فاشتغل بالمباشرة عند محمود الأستادار، واشتغل بالعلم في غضون ذلك فبرع في الفقه والأصول، وولى حسبة القاهرة سنة سبع وتسعين وتكرّر فيها مرارًا، ثم ولى كتابة بيت المال مع الكسوة في رجب سنة ثمان.

وكان سعى بعد موت الكلستانى في كتابة السرّ بقنطار من الذهب وهو عشرة آلاف دينار فلم يسعفه برقوق بذلك، ثم ولى نظر الجيش في ثامن ربيع الأول سنة تسع وتسعين بعد جمال الدين محمود القيصرى، ثم عُزل برفيقه - وهو سعد الدين بن غراب - في سابع ذي القعدة سنة ثمانى مائة، وولى (٢) قبل ذلك وكالة بيت المال والكسوة، وسعى في القضاء، وعُيِّن له، فقام عليه المالكية فلم يتم له ذلك. ثم استقر في نظر الجيش ونظر الخاص جميعا لما هرب ابن غراب، ثم عاد ابن غراب فقبض عليه عن قرب ثم أفرج عنه فولى قضاء الإسكندرية إلى أن مات.

وكان فيه مع حدته وذكائه كرمٌ وطيش وخفة، رحمه الله تعالى.

وكان يعادي ابن غراب فعمل عليه إلى أن أخرجه من القاهرة لقضاء الإسكندرية فلم يلبث أن مات بها مسمومًا على ما قيل، وذلك في المحرم منها.


(١) فراغ في جميع النسخ، ولم يشر السخاوى في الضوء اللامع ٩/ ١٦٧ إلى ذكر تاريخ ميلاده، وإن كان ابن قاضي شهبة قال في الإعلام، ورقة ١٩٢ ا، إنه ولد "سنة بضع وخمسين"، ولم يذكر من ترجم له كالنجوم ٦/ ١٥٢، والشذرات ٧/ ٣٧ تاريخ مولده.
(٢) عبارة "وولى قبل ذلك ........ فلم يتم له ذلك" السطر التالي غير واردة في ظ.