للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣٠ - موسى بن محمد بن محمد بن أبي بكر (١) بن جمعة الأنصاري القاضي الشافعي شرف الدين قاضي حلب، كان فاضلًا في الفنون، وُلد سنة ثمان وأربعين، ونشأ في حِجر عمه شهاب الدين خطيب حلب، وقرأ وتفقَّه بالأذرعى، وقدم دمشق سنة سبعين ودخل إلى القاهرة وأخذ عن الإسنوى (٢) والمنفلوطي (٣) وغيرهما، وسمع الحديث من جماعةٍ منهم محمد بن محمد الأيكى (٤) المعروف بزغلش ورجع وقد صار فاضلًا في الفنون، وفهم من كل علم طرفًا جيدا، وأدْمن الاشتغال حتى مهر، وأفتى ودرس وخطب بجامع حلب واشتهر، ثم ولى القضاء في زمن الملك الظاهر مرارًا، ثم أُسر مع منْ أُسِر من اللنكية، فلما عاد اللنك إلى بلاده أمر بإطلاق جماعةٍ هو منهم فأطلق من أسْرهم في شعبان، فتوجه إلى أريحا وهو متوعك فمات بها.

وكان فاضلًا ديِّنا، كثير الحياء قليل الشر، وكتب قطعة على "الغاية القصوى" للبيضاوى. (٥) مات في ثانى عشر رمضان عن ثلاث (٦) وخمسين سنة.

١٣١ - يوسف (٧) بن إبراهيم بن عبد الله الأذرعى نزيل حلب، اشتغل كثيرا في الفقه وغيره بدمشق، ثم قدم حلب فقرّره [الشرف] الأنصاري في قضاء الباب ثم قضاء


(١) عبارة "ابن أبي بكر" غير واردة في ظ.
(٢) "الإسنائى" في ز، وهو عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر الإسنوى المصرى الشافعي، راجع عنه الدرر الكامنة ٢/ ٢٣٨٦، وشذرات الذهب ٧/ ٢٢٣.
(٣) هو أحمد بن إبراهيم بن يوسف العثماني المنفلوطي الملوى نزيل دمشق، راجع عنه الدرر الكامنة ١/ ٢٦٢ وطبقات الشافعية.
(٤) في الضوء اللامع ١٠/ ٧٩٦ "أحمد بن مكى الأيكى زغلش"، وفى شذرات الذهب ٧/ ٣٩ "أحمد الأيكي".
(٥) من هنا حتى نهاية الترجمة ساقط من كل من ز، هـ.
(٦) في العيني: عقد الجمان "عن نيف وخمسين سنة"، ولو صح ما في المتن أو ما جاء بالعينى لما كانت سنة ٤٨ سنة ولادته وإن نصت عليها شذرات الذهب ٧/ ٣٩.
(٧) لم ترد هذه الترجمة في ظ، ولكن السخاوى نص في الضوء اللامع ١٠/ ١١٤٤ على أن ابن حجر ذكره في "إنبائه"، مما يوضح بجلاء أن نسخة ظ كانت مسودة ولعل هناك نسخة أخرى أكملها ابن حجر ورجع إليها تلميذه السخاوى.