للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تيزين (١) فمات في الكائنة العظمى، وكان فاضلًا في الفقه مقتصرا عليه؛ قاله القاضي علاءُ الدين في قضاة حلب.

١٣٢ - يوسف بن موسى بن محمد بن أحمد بن أبي تُكَيْن بن عبد الله الملطى ثم الحلبي الحنفى، أصله من خرتبرت (٢) ونشأ بملطية، وُلد سنة ست وعشرين (٣) أو في التي بعدها، واشتغل بحلب حتى مهر ثم رحل إلى الديار المصرية وهو كبير فأخذ عن علمائها، وسمع عن عز الدين بن جماعة ومغلطاي، وحدّث عنه بالسيرة النبوية وذكر أنه سمعها منه سنة ستين، واشتغل وحصل وأفتى ودرّس.

وكان يستحضر "الكشاف" والفقه على مذهبهم، فاستدعاه الظاهر برقوق لما مات شمس الدين الطرابلسي فحضر من حلب في ربيع الآخر سنة ثمانى مائة، ونزل عند بدر الدين الكلستانى كاتب السر وخلع عليه في العشرين من الشهر، واستقر في قضاء الحنفية فكانت مدة الفترة مائةً وعشرة أيام فباشر مباشرة عجيبة، فإنَّه قرب الفسّاق واستكثر من استبدال الأوقاف وقتل مسلما بنصراني.

ثم لما مات الكلستانى استقر بعده في تدريس الصرغتمشية، ووقع في ولايته أمور منكرة، منها ما قدم من الأنجاس في الاستبدال؛ ومنها أنه قتل مسلما بنصرانى؛ واشتهر أنه كان يفتى بأكل الحشيش ووجوه من الحيل في أكل الربا، وأنه كان يقول: "من نظر


(١) اكتفى مراصد الاطلاع ١/ ٢٨٥ في تعريفها بقوله "إنها قرية كبيرة من نواحى حلب" على حين أن ديسو أشار إلى أن تيزين من نواحي حلب وحماة، وأنها هي المقصودة في كثير من الحوليات الصليبة بأرتاح، انظر Dussauds : Topographie Historique de la Syrie، pp. ٢٢٥ - ٢٢٧.
(٢) حصن يعرف بحصن زياد في أقصى ديار بكر من بلاد الروم يفصل بينه وبين ملطية نهر الفرات كما جاء في مراصد الاطلاع ١/ ٤٥٧، وجاء في بلدان الخلافة الشرقية، ص ١٤٩ أن حصن زياد هو "خربوط" الحديثة أو هو الإسم العربي لخرتيرت المدينة.
(٣) الوارد في الضوء اللامع ١٠/ ١٢٧١، أنه ولد في سنة ٧٢٥ هـ.