للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كتاب البخارى تزندق"؛ وعمل فيه محب (١) الدين بن الشحنة أبياتا هجاه بها كان يزعم أنه أنشدها له بلفظه، موهِما أنها لبعض الشعراء القدماء في بعض القضاة (٢).

وقد أثنى عليه ابن حجى في علمه. ولم يكن محمودًا في مباشرته.

مات في ربيع الآخر بالقاهرة، وشغر منصب القضاء عن الحنفية بعده قليلا إلى أن استقر أمين الدين الطرابلسي؛ قال العينى: "كان يتصدّق في كل يوم بخمسة وعشرين درهما يَصْرف بها فلوسا ويعطيها للفقراء لا يخلّ (٣) بذلك، وكان عنده بعض شح وطمع وتفضيل، وكان قد حصل بحلب مالًا فنُهب في اللنكية قال: "وكان ظريفًا ربع القامة قال: "وهو أحد مشايخي، قرأت عليه بحلب سنة ثمانين".

وقرأت بخط القاضي علاء الدين بن خطيب الناصرية في تاريخه: "أن الملطى هذا سمع على مغلطاى السيرة النبوية والدر المنظوم في كلام المعصوم قال: "وقرأتهما عليه بروايته عنه قال: "وأخذ عن جمال الدين هشام وغيره" قال: "وكان فاضلًا كثير الاشتغال والانشغال، وله ثروة زائدة حصلها بحيلة لعينة".

وقرره تغرى بردى في التدريس بجامع حلب، ثم ولى قضاء الديار المصرية، ولما هجم اللنكية البلاد عُقِد مجلس بالقضاء والعلماء لمشاطرة الناس في أموالهم فقال الملطى: "إن كنتم تعملون بالشوكة فالأمر لكم، وأما نحن فلا نفتى بهذا ولا يحل أن يُعمل"، فوقف الحال وعُدت من حسناته.


(١) راجع ترجمته مطولة في ذيل رفع الإصر ص ٤٠٦ - ٤٢٨.
(٢) أورد السخاوى في الذيل على رفع الإصر، ص ٤٠٩، ما قاله ابن الشحنة في هجائه وأنشده إياه:
عجبت لشيخ يأمر الناس بالتقي … وما راقب الرحمن يوما وما اتقى
يرى جائزًا أكل الحشيشة والربا … ومن يستمع للوحي حقا تزندقا
(٣) "لا يبخل" في ز.