للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن اتبعه، والسبب في ذلك أن دمرداش جمع العساكر بعد أن خامر وجاء إليه تغرى بردى فجمع دقماق - الذي قرر في حلب - العساكر بحماة، ثم استنجد بأهل دمشق، ثم توجه إلى جهة حلب، فخامر بعضُ من معه من التركمان، فرجع دقماق يطلب النجدة من عسكر دمشق، فنودى بالقاهرة للخروج؛ فوصل دمرداش إلى ظاهر حلب ووصل جاليشه إلى المعرة، فتوجّه من دمشق أسن بيه وبكتمر ومعهما جماعة، ثم التقوا في جمادى الأولى ظاهر حلب، فانكسر دمرداش؛ واستولى ابن ذلغادر على حلب، فكاتب السلطان بذلك وسلَّمها لدقماق نائبها من جهة السلطان.

ثم جمع دمرداش جمعا من التركمان ومعهم ابن رمضان، فخرج إليهم نائب حلب والعسكر وجاءهم نعير فردوا هاربين، فأُدركت آثارهم وأُخذ منهم شيء كثير. واستمر ابن رمضان ودمرداش منهزمين وأدركهم بعض من يعادى ابن رمضان فنالهم منه جراح وغير ذلك.

وفيها أوقع جنتمر الطرنطاى التركماني كاشف الوجه القبلى بعرب ابن عمر الهوارى (١). وفيها نودى بدمشق بمنع العمارة ظاهر البلد، ومن عمَّر ظاهر البلد خُرِّبت عمارته، وكانوا بعد حريق دمشق قد سكنوا في العمران الذي بقى في ظاهرها فأكثروا فيه العمارة، واستولى كثير من الناس على كثير من الأوقاف، فرُفع الأمر إلى السلطان، فأمر بالنداء بذلك في جمادى الأولى.

وفيه استقر شمس الدين بن عباس الصَّلْتي (٢) في قضاء الشافعية بدمشق وصُرِف الإخنائي (٣) ورُسِم عليه، وأمِر بالكشف عما استولى عليه من الأوقاف والأموال، وأمر بالنداء


(١) كان عرب هوارة ينزلون في بداية الأمر بمحافظة البحيرة من الديار المصرية ومن الإسكندرية غربا إلى العقبة الكبيرة من برقة، ثم نزحوا من البحيرة إلى صعيد مصر في إخميم، ثم انتشروا في معظم بلاد الوجه القبلى، انظر قلائد الجمان ص ١٦٧.
(٢) سترد ترجمته في وفيات سنة ٨٠٧ هـ تحت رقم ٢١ ص ٣١٢؛ وانظر أيضا ابن طولون قضاء دمشق، ص ١٢٨ - ١٢٩.
(٣) راجع ابن طولون: قضاة دمشق، ص ١٢٥ - ١٢٧.