للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى سادس عشرى ذى الحجة - أواخر النهار - استقر ولى الدين بن خلدون في قضاء المالكية وصُرف البساطى، واستقر جمق الدويدار في نيابة الكرك عوضا عن سليمان التركماني.

واستقر علان في نيابة حماة عوضا عن يونس الحافظي، وكان من أعيان أصحاب سودون طاز، فقيل أرادوا بذلك قصّ جناحه.

وكان اللنك - لما رحل عن الشام - وصل إلى ماردين فتحصَّن أهلها بالقلعة فحاصرها اللنك وراسل صاحبها الظاهر عيسى فما أجابه بشيء، فلما أعياه أمرها أظهر أنه متوجّه إلى جهة بغداد في أواخر رمضان، فخرب نصيبين والموصل وصور، فوهبها لحسن بك بن ملك حسين، وجهّز ما حصّل من الأموال صحبة الشيخ زادة إلى سمرقند، ثم وجّه إلى بغداد عشرين ألف مقاتل وأمَّر عليهم أمير زاه رستم، وأمره إذا غلب على بغداد أن يستقر فيها أميرا فتوجهوا.

وكان أحمد بن أويس قد رحل عنها وأمّر عليها أميرًا، وأوصاه أن لا يغلق بابها إذا قدم اللنك عليهم، فلما وصل العسكر استعدّ أميرها - واسمه فرج - للقتال، فبلغ ذلك اللنك فسار إليهم ممدا لهم، فأخذ بغداد عنوة يوم الأضحى، فضحي بذبح المسلمين إلى أن جرت بدمائهم دجلة وبنيت برءوسهم عدة منارات حتى يقال بلغت عدة القتلى صبرًا تسعين ألفا. وكان قد وظف على كل أمير من عسكره أن يُحضر له عددًا من الرءوس، فكان [الأمير] إذا لم يقدر على توفية العدة من أهل بغداد يقطع رءُوس من معه من الأسرى من جميع البلاد.

ثم أمر اللنك بتخريب بغداد كعادته في غيرها وأبلغَ في ذلك، ثم رحل عنها راجعا إلى البلاد الشمالية.