للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٠ - عثمان (١) بن عبد الرحمن بن عثمان المخزومى البلبيسي ثم المصرى الشافعي، الشيخ فخر الدين المقرئ الضرير إمام الجامع الأزهر، تصدى للاشتغال بالقراءة فأتقن السبع وصار أمّة وحده، وأخبرني أنه لما كان ببلبيس كان الجن يقرءون عليه، وقرأ عليه خلق كثير، وكان صالحًا خيرا أقام بالجامع الأزهر يؤم فيه مدة طويلة، وحدث عنه خلق كثير في حياته وانتفع به من لا يحصى عددهم في القراءة، وانتهت إليه الرياسة في هذا الفن وعاش ثمانين سنة.

يقال مات في أول سنة خمس (٢)، وأرّخه المقريزى والبغدادي في ثاني ذى العقدة سنة أربع وثمانمائة؛ أخبرني محمد بن علي بن درغام إجازة، قال حدثني الشيخ فخر الدين عثمان المقرئ في سنة سبع وأربعين أن بعض الجن أخبره أن الفناء يقع بمصر بعد سنة ويكون عامًّا في أكثر الناس، قال: "وكنت عزمت على الحج فلم أرجع من مكة وأقمت بها مجاورًا إلى هذه الغاية"، ووقع الطاعون العامُّ في سنة تسع وأربعين كما قيل.

٢١ - على بن بهادر بن عبد الله الدوادارى النائب بصفد، علاء الدين، كان جوادًا ممدحا عارفًا بالمباشرة ودافع عن صفد أيام تمرلنك حتى سلمت من النهب، ويقال إنه أحصى ما أنفقه في تلك الأيام فبلغ عشرة آلاف دينار وأكثر من ذلك، وكان ينفق على الواردين إليها من قِبَل الكائنة وعلى الهاربين إليه بعدها.

واستقر بعد ذلك حاجبا بصفد فعمل عليه نائب صفد الآتى ذكره: سودون الحمزاوي (٣)


(١) وردت هذه الترجمة على الصورة التالية في ظ (ورقة ١٧١ ب) "عثمن بن عبد الرحمن البلبيسي، الشيخ فخر الدين المقرئ الضرير إمام الجامع الأزهر" ثم ألحقها بالعبارة التالية: "يحول من سنة خمس"، هذا وقد أثبت السخاوى في الضوء اللامع ٥/ ٤٦٣ وفاته في ثانى ذى القعدة سنة ٨٠٤، انظر فيما بعد ص ٢٤٥، وحاشية رقم ٢.
(٢) راجع الحاشية السابقة.
(٣) انظر الضوء اللامع ٣/ ١٠٥٧، Wiet Les Biographies du Manhal Safi، No. ١١٢٣.