للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على بلاد المسلمين وخرّبوا المساجد وبنوا بدلها الكنائس، وأَسروا وسبوا ونهبوا، وفرّ أَولاد سعد الدين وهم: صبر الدين على ومعه تسعة من إخوته إلى البر الآخر، فدخلوا مدينة زبيد فأَكرمهم الناصر أَحمد بن الأَشرف وأنزلهم وأَعطاهم خيولًا ومالًا، فتوجهوا إلى مكان يقال له سيارة، فلحق بهم بعض عساكرهم واستمر صبر الدين على طريقة أَبيه، وكسر عدةً من جيوش الحطى، وحرق عدّة من الكنائس وغنم عدّة غنائم. وسيأتي خبر صبر الدين في سنة خمس وعشرين.

وفى العشر الأَخير من شوال سعى السالمي في إبطال مكس (١) الذبيحة من الغنم والبقر وغيرهما، والسبب أَن غالب المتجوهين (٢) أَخذوا مراسيم بمساميح، بعضهم ببقرة وبعضهم بشاةٍ أو أَكثر، فما بقى لجهة الدولة شيء يُتحصل من الجهة، فنودى بإسقاط ذلك ثم أُعيد بعد مدة لكنْ بصورة أُخرى وهى تَرْكُ الصوف والجلد لجهة الدولة.

وفيه سُعّر اللحم السليخ بدرهم ونصف، والسميط بدرهم وربع، والبقرى بدرهم. وفى أَواخر ذى الحجة ثار الجند بالأُستادار وأُغلق باب القلعة فهرب من باب السرّ ثم أخرج من طاحون بالقرافة، فرسم عليه السلطان وأَلزمه بتكفية العسكر والنفقة، وانسلخت السنة على ذلك.

* * *

وفيها خرج طاهر بن أَحمد بن أويس على أَبيه وحاربه وكثر (٣) جمعه، وأَطاعه العسكر بغضا منهم في أَبيه لسوء سيرته، ففرّ أَحمد إلى الحلة فتبعه ولده وحاربه، ففرّ إلى بغداد ليأخذ وديعةً فأَخذها، فهجم عليه طاهر واستنقذ منه المال، فاستنجد أَحمد بقرا يوسف من تبريز فأعانه واجتمعا على حرب طاهر، فانهزم واتفق أَنه أَقحم فرسه في حال الهزيمة جانبا من دجلة لينجو منه إلى البر الآخر فغرق.

* * *


(١) جاءت هذه العبارة في السلوك، ورقة ٣٩ أ على الصورة التالية: "مكس البحيرة وهي ما يذبح من البقر والغنم" فقط.
(٢) لفظ يراد به في هذا الوقت "أصحاب الجاه"؛ أما "المساميح" فهى ما يسمح لهم به دون حق.
(٣) عبر عن ذلك السلوك، ٤٠ أ، بقوله: "ففرش الحلة إلى بغداد"