للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يحيى فقتل، ضربه رجل بسكين فمات، واستقر عوضه شمس الدين محمد بن أَحمد أَلبيرى - أَخو جمال الدين الأُستادار.

وفى شوال عُزل زين الدين عبد الرحمن بن الكفرى من قضاء الحنفية بدمشق واستقر عوضه جمال الدين بن القطب، قال ابن حجى: (وهو أحسن سيرة من ابن الكفرى وإن اشتركا في الجهل".

وفيه هرب نجم الدين بن حجى من حماة مغاضبًا لنائبها علَّان لأَنه اطَّلع منه على إرادة العصيان فكاتب فيه، فاطّلع علان على كتابه فأَراد قتله ففر منه إلى دمشق.

وفيها (١) استشهد سعد الدين أَبو البركات محمد بن أَحمد بن علي بن صبر الدين بن وَلَدِى (٢) بن منصور بن عمر الملقب "ويَسْمَعْ" استقرَّ في مملكة الحبشة للمسلمين بعد أَخيه حقّ الدين فسار على سيرته في جهاد الكفرة، وكانت عنده سياسة، وكثرت عساكره، وتعدّدت غاراته واتسعت مملكته حتى وقع له مرة أَن بيع الأَسرى الذين أَسرهم من الحبشة كل عبدين بتفصيلة، وبلغ مهمه في بعض الغنائم أَربعين أَلف بقرة، فيقال إنه لم تَبتْ عنده بقرة واحدة بل فرّقها.

وله في مدة ولايته وقائع وأخبار يطول ذكرها.

فلما كان في هذه السنة جَمَع الحطّيُّ صاحبُ الحبشة جمعا عظيما وجهَّز عليهم أَميرًا يقال له بادوا، فالتقى الجمعان، فاستشهد من المسلمين جمع كثير منهم أَربعمائة شيخ من الصلحاء أَصحاب العكاكيز، وتحت يد كل واحد منهم عدة فقراءَ يسلكون عنده، واستمرّ القتل في المسلمين حتى هلك أَكثرهم وانهزم من بقى، ولجأَ سعد الدين إلى جزير زيلع في وسط البحر فحصروه فيها إلى أَن وصلوا إليه فأُصيب في جبهته بعد وقوعه في الماء ثلاثة أَيام فطعنوه فمات. وكانت مدة ملكه ثلاثين سنة، واستولى الكفار


(١) جاء في هامش هـ بخط الناسخ "ترجمة ملك الحبشة محمد بن أحمد بن علي".