للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنزل بجامع مؤمن مرة يذكر الناس، وكان يحصل للناس في مجلسه رقة وخشوع وبكاء، وتاب على يديه جماعة؛ ثم توجّه إلى القدس زائرًا فأَقام مدة ثم رجع إلى حلب فوعظ الناس بالجامع العتيق، قال البدر العينتابي: "أخذت عنه في سنة ثمانين تصريف العُزّى والفرائض السراجية وغير ذلك" وذكره فيمن مات في هذه السنة ثم قال: "ذكرته في هذه السنة تبركا، وقد مات قبل (١) ذلك بكثير كما تقدم".

٤٠ - محمود [خان] الطقتمشى المغلى [من ذرية جنكز خان]، كانت السلطنة اسمه وهو مع اللنك، وليس له من الأَمر شئ، ولما رجعوا (٢) مات محمود في هذه السنة.

٤١ - مريم بنت أَحمد بن أَحمد بن بن قاضي القضاة شمس الدين محمد بن إبراهيم الأَذرعى، أُم عيسى، سمعت الكثير من على بن عمر الوانى (٣) وأبي النون الدبوسي (٤) والحافظ قطب الدين الحلبي وناصر الدين بن سمعون وغيرهم، وأَجاز لها التقيّ الصائغ وغيره من المسندين بمصر، والحجار (٥) وغيره من الأَئمة بدمشق، خَرَّجْتُ لها معجما في مجلَّدة، وقرأْتُ عليها الكثير من مسموعاتها وأَشياءَ كثيرة بالإجازة، وهي أَخت الشيخ شمس الدين المقدم (٦) ذكره في هذه السنة. عاشت أَربعا وثمانين سنة ونِعْمَ الشيخة كانت


(١) لم يحدد السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ٥٨١ سنة وفاته وإنما عقب على عبارة العينى التي نقلها ابن حجر في المتن بقوله: "وهذا من البدر عجيب" وقد أورده الشذرات ٧/ ٥٤ في وفيات هذه السنة أيضا وإن أشار إلى عبارة العينى بدون تعليق. هذا وقد ترجم له ابن الصيرفي: نزهة النفوس، ورقة ٧٣ ب مع إشارته إلى أَنه مات حوالى سنة ٨٧٠ هـ.
(٢) أي لما رجع التتار من قتال الشام.
(٣) هو على بن عمر الوانى الخلاطى الصوفى المعروف بابن الصلاح، وقد جعل ابن حجر وفاته في الدرر الكامنة ٣/ ٢٨٢٧ في سنة ٧٢٢ هـ، وإن أدرجته الشذرات ٦/ ٧٨ في وفيات سنة ٧٢٧ وكذلك السلوك ٢/ ٢٩٠، على أن شذرات الذهب سماه "بالدائى" ولكن راجع صحة "الواني" في تحقيق الدكتور زيادة في المقريزي: السلوك ٢/ ٢٩٠ حاشية رقم ٣.
(٤) في الأصول "الدبوس" وهو خطأ.
(٥) في الضوء اللامع ١٢/ ٧٥٧ "الحجاز" ولكن لم أجد لها رحلة إلى الحجاز حتى تسمع على من به.
(٦) راجع ما سبق، ص ٢٥٠، ترجمة رقم ٢٦.