عبد الصادق بن محمّد الحنبلي الدمشقي كان من أصحاب ابن المنجا ثم ولي قضاء طرابلس وشكرت سيرته ثم قدم دمشق وتزوج بنت السلاوي زوجة مخدومه تقي الدين ابن المنجا، وسعى في قضاء دمشق، ومات في المحرم، سقط عليه سقف بيته فهلك تحت الردم.
علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله بن محمّد المصري الحنبلي نور الدين الحكري كان فاضلاً نبيهاً، درس وأفاد وعمل المواعيد بالجامع الأزهر، ثم ولي قضاء الحنابلة قليلاً عوضاً عن موفق الدين أحمد بن نصر الله في يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانمائة فاكثر من النواب، وسافر مع العسكر في وقعة تنم ثم رجع فأعيد الموفق في ذي الحجة منها، واستمر مفصولاً إلى أن مات في تاسع المحرم، وهو والد بدر الدين الحكري الذي ناب في الحكم بعد ذلك بمدة وسيأتي في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.
علي بن عمر بن سليمان الخوارزمي أبو الحسن علاء الدين ولد سنة ست وستين بمصر، وكان أبوه من الأجناد فنشأ ولده على أجمل طريقة وأحسن سيرة وأكب على الاشتغال بالعلم، ثم طالع في كتب ابن حزم فقوي كلامه واشتهر بمحبته والقول بمقالته وتظاهر بالظاهر، وكان حسن العبارة كثير الإقبال على التضرع والدعاء والابتهال، ونزل عن إقطاعه في سنة بضع وثمانين، وأقام بالشام مدة ثم عاد إلى مصر وباشر عند بعض الأمراء وقرأت بخط الشيخ تقي الدين المقريزي أن المذكور باشر شد الأقصر لبعض الأمراء فذكر أن مساحتها أربعة وعشرون ألف فدان، وأنه لما باشرها في سنة إحدى وتسعين لم يكن يزرع بها إلا نحو ألف فدان وباقيها خرس وبور